الشعور بالوحدة؛ تعرف على أسبابه وطرق علاجه وأهم 6 علامات لدى المصاب بها

الشعور بالوحدة؛ تعرف على أسبابه وطرق علاجه وأهم 6 علامات لدى المصاب بها

الشعور بالوحدة (Loneliness)؛ هو الشعُور الذي نشعر به عندما لا تتم تلبية حاجتنا كمكافأة للتواصل الاجتماعي والعلاقات. لكن الشعور بالوحدة لا يعني دائمًا أن تكون وحيدًا، فقد تختار أن تكون بمفردك وتعيش بسعادة دون الحاجة إلى الاتصال بأشخاص آخرين، بينما قد يجد الآخرون أن هذه تجربة مليئة بالشعور بالوحدة، أو قد يكون لديك الكثير من العلاقات الاجتماعية أو تكون في علاقة أو جزء من عائلة وما زلت تشعر بالوحدة، خاصة إذا كنت لا تشعر بالتفاهم أو الرعاية من قبل الأشخاص من حولك، فجميعنا نشعر بالوحدة من وقت لآخر، فالشعور بالوحدة تعتبر تجربة شخصية، لذلك ستكون مختلفة من فرد لآخر، وهذه المقالة سوف تساعدك في فهم الشعور بالوحدة، لذلك سنذكر لك علامات الشعُور بالوحدة، تعرف على أسبابه، وكيفية علاج الشعُور بالوحدة.


علامات الشعور بالوحدة

قد تختلف علامات الوحدة من شخص لآخر. لذلك سنعرض في التالي بعض العلامات الشائعة التي ربما قد تكون لديك بعضها أو كلها:

  1. عدم القدرة على التواصل مع الآخرين على مستوى أعمق: ربما يكون لديك أصدقاء وعائلة في حياتك، لكن تعاملك معهم يكون على مستوى سطحي للغاية، فلا يبدو تفاعلك معهم طبيعيًا ويبدو أن هذا الشعُور بالانفصال لا ينتهي أبدًا.
  2. لا يوجد أصدقاء مقربين: قد يكون لديك أصدقاء لكنهم مجرد أصدقاء أو معارف عاديين، وتشعر أنه لا يمكن العثور على أي شخص يصبح مقربً لك حقًا.
  3. شعُور غامر بالعزلة بغض النظر عن مكانك ومن حولك:
    فمثلًا من الممكن أن تكون في حفلة محاطة بالعشرات من الأشخاص، ومع ذلك تشعر بالعزلة والوحدة والانفصال. أيضًا في العمل، قد تشعر فيه بالغربة والوحدة، ونفس الشيء في الحافلة أو القطار أو السير في شارع مزدحم، حيث يبدو الأمر كما لو كنت في فقاعتك غير القابلة للفرقعة.
  4. مشاعر سلبية من الشك بالذات وقلة تقدير الذات: الشعور أنك دائمًا غير كافِ للآخرين.
  5. عندما تحاول التواصل مع الآخرين، تشعر أنه لا يتم رؤيتك أو سماعك.
  6. الشعور بالاستنزاف عند محاولة الانخراط اجتماعيًا: إذا كنت تشعر بالوحدة، فإن محاولتك الانخراط والتواصل مع الآخرين يمكن أن تجعلك تشعر بالاستنزاف، يمكن أن يؤدي استمرار الشعور بالاستنزاف إلى مشاكل أخرى مثل مشاكل النوم وضعف جهاز المناعي وتغير في النظام الغذائي وغير ذلك.

الشعور بالوحدة هو الشعور الذي ينتابنا عندما نشعر بعدم وجود أي شخص حولنا أو بعدم القدرة على التواصل مع الآخرين. يمكن أن يحدث هذا الشعور عندما نشعر بأننا غير مفهومين أو غير محبوبين، أو عندما يكون لدينا قلة في الاتصالات الاجتماعية أو العلاقات.

إذا لم تتم تلبية حاجتنا كمكافأة للتواصل الاجتماعي والعلاقات، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة هذا الشعور بالوحدة، فعندما نشعر أننا لا نحصل على الدعم الاجتماعي الكافي، فقد يؤدي ذلك إلى انعزالنا وتقليل نشاطاتنا الاجتماعية، وهذا بدوره يمكن أن يزيد من شعورنا بالوحدة.
شخص جالس وحده على السرير ومكتوب بالخلفية علامات الشعور بالوحدة
علامات الشعور بالوحدة

أسباب الشعور بالوحدة

شخص وحيد يمشي على الطريق ومكتوب بالخلفية أسباب الشعور بالوحدة
ما هي أسباب الشعور بالوحدة؟

للوحدة أسباب عديدة ومختلفة، والتي قد تختلف من شخص لآخر، ومنها التالي:

  1. تمر بإنهاء علاقة غرامية.
  2. التقاعد أو فقدان الاتصال الاجتماعي الذي كان لديك في العمل.
  3. تغيير وظيفتك والشعور بالعزلة عن زملائك في العمل.
  4. انتقالك إلى جامعة أو مدرسة جديدة.
  5. الانتقال إلى منطقة أو بلد جديدة بدون عائلتك أو أصدقائك أو أي شبكات مجتمعية تعرفها.
  6. أحيانًا تعاني من الوحدة في أوقات معينة من السنة، مثل أيام المناسبات والأعياد.
  7. تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في ظروف معينة تختلف عن الآخرين أو ينتمون إلى مجموعات معينة، هم أكثر عرضة للوحدة:
    على سبيل المثال، إذا كنت تنتمي إلى الأقليات التي تعيش في منطقة لا ينتمي سكانها إلى نفس الخلفية لك.
  8. عدم وجود أصدقاء أو عائلة.
  9. انفصالك عن عائلتك لأي سبب: من أسباب الشعور بالوحدة أيضًا.
  10. استبعادك من الأنشطة الاجتماعية كعدم الذهاب للنادي بسبب نقص المال (Money).
  11. التعرض إلى التنمر والوصم بسبب إعاقة ما أو مشكلة صحية طويلة الأمد، بما في ذلك مشاكل الصحة العقلية.
  12. معاناتك مع التنمر والعنصرية ووصمة العار بسبب جنسك أو عرقك أو لونك.
  13. تعرضك لاعتداء جنسي أو جسدي، قد تجد صعوبة بسببه في تكوين علاقات وثيقة مع أشخاص آخرين.
  14. عدم الثقة بالنفس، وعدم قدرتك على الإعجاب بنفسك أو إعجاب الناس بك.
  15. إذا كنت تعاني من الرهاب الاجتماعي.
أيضًا من أسباب الوقوع في براثن الوحدة: الصمت، الإقصاء والحزن، الاغتراب، الصدمة، التكنولوجيا، إدمان المواد الإباحية.

علاج الشعور بالوحدة

شخص جالس وحده ويشعر بالسعادة ومكتوب بالخلفية علاج الشعور بالوحدة
طرق علاج الشعور بالوحدة

إذا كنت تتعامل مع مشاعر الوحدة التي لا تختفي، فإليك بعض الخطوات والنصائح لمعالجتها:

  • تحدث إلى الطبيب أو أخصائي نفسي:

لا تقتصر الوحدة على مشاعر العزلة الاجتماعية والانعزال عن الآخرين، فغالبًا ما ترتبط بالمعتقدات السلبية المستمرة والعميقة عن نفسك والتي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى مشاكل طبية وعاطفية أخرى؛ لذلك دع طبيب مختص يساعدك في حل كل هذا.

  • التحدث إلى الأصدقاء والعائلة:

إحدى الدراسات خلصت إلى أن الروابط الاجتماعية والقيام بلقاء الأصدقاء والعائلة يفيد في الحد من مخاطر شعور الشخص بالوحدة كما يساعد أيضًا على التعافي منها.

  • قم بممارسة الهوايات والاهتمامات المفضلة لك:

يكون ذلك بتحديد ما الذي يسعدك ويشغلك من الهوايات ثم البدء بها، ومن ذلك الانضمام للنوادي التي تنظم النشاطات الاجتماعية التي هي طريق للتعرف على أشخاص جدد وإنشاء علاقات اجتماعية.

  • يمكنك العمل التطوعي بهدف التغلب على الشعور بالوحدة:

العمل التطوعي قد يكون مفيدًا لك وذلك بسبب ما يمنحه لك من شعور بالقيمة والفائدة التي تقدمها للآخرين، وبحسب دراسة نشرتها جريدة غارديان البريطانية فإن إن التطوع ساعتين أسبوعيًا يقلل من الشعور بالوحدة. هنا مع اعتبار العمل التطوعي أحد طرق العلاج من الوحدة، لا تنسى أن تحتسب هذا العمل التطوعي أيضًا لله تعالى.

“اطلع على: فوائد السمك للدماغ

  • قلل من الوقت الذي تقضيه على مواقع التواصل الاجتماعي:

بحسب دراسة تم إجرائها على بعض الطلاب تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عامًا، وجد أن الاستخدام الأقل من المعتاد لمواقع التواصل الاجتماعي، يؤدي لانخفاض كبير في شعور الشخص بالوحدة.

  • تغيير طريقة التفكير الخاصة بك:

أثبتت دراسات أيضًا أن تغيير طريقة التفكير الخاصة بالشخص قد يكون جوهريًا في التعامل مع الشعور بالوحدة، وهذا يكون بالتوقف عن المبالغة بالتفكير السلبي والتركيز فقط على الأمور الإيجابية.

  • الاستمتاع بالوقت:

الاستمتاع بالوقت هنا لا يقل أهمية عن النشاط الاجتماعي، بالتالي أشغل وقتك بالهوايات التي تحب واهتماماتك التي تحقق لك الشعور بالمتعة، ولا تربط سعادتك الكلية بالآخرين.

  • حاول التفاعل مع الآخرين بطريقة صحية:

قد تشعر بالانعزال بالبداية، ولكن حاول بذل جهد للتواصل مع الآخرين. يمكن أن يساعد التطوع والذهاب للنادي وغيرها من الفرص في تعزيز تقدير الذات وتوفير طريقة آمنة ومرضية للتواصل مع الآخرين.

  • مارس بعض التمارين الرياضية وتعرض إلى أشعة الشمس وقم بالخروج إلى الطبيعة:

يمكن أن يساعد النشاط والخروج تحت أشعة الشمس في تعزيز الحالة المزاجية لديك والمساعدة على تحسين النوم وجعلك تشعر بالسعادة.

لا تنسى أن العبادة القرب من الله تعالى والدعاء وأنواع الطاعات المختلفة مفيدة للغاية للقضاء على الشعور بالوحدة.

ما هي مخاطر الوحدة القاتلة؟

يجب العلم أن الشعور بالوحدة أمر خطير لا يمكنك الاستهانة به، فقد يكون له مخاطر مدمرة لصحتك إلى حد الوفاة. تتمثل مخاطر الوحدة القاتلة باختصار في التالي:

  • تهديد نظام المناعة، وتحفيز الجينات المسؤولة عن حدوث الالتهاب بجسم الإنسان.
  • زيادة التأثر بنزلات البرد والإنفلونزا: الأشخاص الذين يَشعرون بالوحدة هم الأكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد وذلك بنسبة 39%.
  • مشاكل القلب والأوعية الدموية.
  • القلق والاكتئاب: الشعور بالوحدة يزيد من خطر إصابة الإنسان بالقلق والاكتئاب بمقدار 3 أضعاف.
  • اتباع نمط حياة غير صحي: وهذا يؤدي لمشاكل عديدة مثل: سوء التغذية، وقلة النشاط البدني، والتدخين، وعدم ممارسة الرياضة،والشعور بالإجهاد، والمعاناة من اضطرابات الطعام والنوم، وأيضًا فقدان الوزن أو زيادته.
  • أيضًا التأثير على الصحة العقلية: الوحدة تجعل الضغط العصبي الواقع على الإنسان أكثر صعوبة، كما تعزز لديه السلوك العدواني والشعور بالخوف.
  • الوفاة المبكرة.
الوحدة تُزيد من مخاطر التعرض إلى الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 30%.

في نهاية المقال نكون قد تحدثنا عن مشكلة الشعور بالوحدة الخطيرة “Loneliness”، حيث تم التعرف على أسباب الشعور بالوحدة، وطرق علاجه، وأهم 6 علامات لدى المصاب بها. لا تستسلم لشعور الوحدة مهما حدث، وقم باتباع ما سبق من نصائح وغير حياتك للأفضل، واترك الكسل والحزن وأي تجارب أو ذكريات سيئة تعرضت لها من قبل.

 

تابع موقعنا

تعليقات (0)
إغلاق