التربية الإيجابية وكيفية التعامل السليم مع الطفل
Positive education
التربية الإيجابية؛ ماذا نقصد بالتربية الإيجابية؟ تعرف هنا على أهم 16 قاعدة وأساس فيها، وكيف تكون التربية الحديثة للطفل؟ وكيف تكون التربية الإسلامية لطفلك؟
التربية الإيجابية؛ يبحث الكل عن التربية الحديثة للأطفال وكيفية التعامل السليم مع الطفل، حيث أن الأبناء هم أمانة فلا بد من الاجتهاد في التربية لنخرج جيل سوي متزن نفسيًا قادر على العطاء والاعتماد على النفس، وفي هذا المقال سنتكلم عن عدة نقاط لكي نستطع التعامل مع أبنائنا بطريقة سليمة تؤثر بالإيجاب على نفسيتهم لا بالسلب.
قائمة المحتويات
ما هي التربية الإيجابية؟
نقصد بالتربية الإيجابية هي تلك التربية التي تفيد الطفل من كل النواحي وتخرج طفل متزن نفسيًا خالي من العقد والمشاكل النفسية، فمن المعلوم أننا قد ورثنا من الأجداد والآباء طرق لتربية أطفالنا، البعض منها خاطئ والبعض منها لا يتلاءم مع العصر الحالي؛ لذا كنا في حاجة إلى تفهم التربية الحديثة للأطفال التي تجمع بين التربية الإسلامية للطفل على العقيدة والطاعة والأخلاق مع قواعد التربية السليمة للطفل التي تعامله على أنه إنسان وليس آلة لتلقي الأوامر والنواهي، وفي التالي سوف نتعرف على عدة نقاط هامة عند التربية الإيجابية للطفل.
عدم عقاب الطفل بالضرب من أسس التربية الإيجابية
الضرب يؤثر على شخصية الطفل ويجعل الطفل شخصيته مهزوزة أمام الجميع. لم يعد من المناسب في الوقت الحالي أن تعاقبي طفلك بالضرب، فالضرب وسيلة فاشلة وقديمة أدت لنتائج نفسية سيئة على المدى الطويل في تكوين شخصية الأشخاص، ولأنها وسيلة تربوية فاشلة فلا بد لك عزيزتي الأم أن تعرفي طرق معاقبة الطفل، لأن عدم ضربه لا يعني أنك لن تعاقبية على الخطأ الذي يقوم به، ولكن العقاب يجب أن يكون بذكاء.
أشعري طفلك بالأمان
اجعل طفلك يشعر بالأمان بأن تعانق طفلك كل يوم مرة واحدة بحد أدنى، وقم بالتحدث معه بشكل مباشر عن مشاعره وأحاسيسه تجاه الأشياء التي يرهبها ويخاف منها، مع إعطائه الثقة الكافية في نفسه وذلك بمدح ما يفعله لكي يستشعر النجاح، وهذه الأمور أحد أسس التربية الإيجابية للطفل.
تعزيز السلوك من قواعد التربية الحديثة للأطفال
لتعزيز السلوك لدى طفلك، يلزم مدح سلوكه الإيجابي أمام الآخرين، فعندما يتصرف طفلك بالطريقة التي تريديها امدحي طفلك؛ فإن مدحك لهم يعمل على إكسابهم التقدير الذاتي والثقة بالنفس، وبالتالي تكرار الأشياء والأفعال السليمة، وهذا المدح منكي من ضمن التربية الحديثة للأطفال.
تقديم الدعم للطفل
يجب تعظيم أحلام الطفل مهما تكن، فلا تنكر أحلامهم ولا تقف عقبة في طريقهم. عليك إظهار الدعم والمساندة لهم وإنارة الطريق ووضع قائمة بأحلامهم، حيث أن كتابة الأحلام تساعد الأطفال على أن يكون لديهم هدف يسعون إلى تحقيقه، كما أنها تساعدهم على الالتزام بهذه الأهداف.
عدم اللوم
اللوم كثيرًا يضعف شخصية طفلك. يحتاج الأطفال كما هو معروف إلى التوجيه المستمر ومن الضروري أن يقوم الآباء بذلك باختيار طريقة مناسبة تسمح بتوجيههم وتعليمهم بصورة صحيحة، ولا يُحقق لوم الطفل المستمر ذلك بل يجعله يُؤمن أنّ كل ما يُفكر به أو يشعر به أو يفعله هو أمرٌ خاطئ وغير مقبول، وهذا يجعل الطفل يفقد ثقته بنفسه. لذا يجب الحذر من ذلك.
الأسرار الخاصة
اجعل بينك وبين أبنائك أسرار مشتركة لتجدد الثقة وتعودهم على الاحتفاظ بالسر، وهذا من ضمن الطرق المتبعة ضمن التربية الإيجابية للطفل، وهذا الفعل يجعل طفلك يفهم ويعي ما معنى السر؟ ولماذا يجب الحفاظ عليه؟ بالتالي يتعامل مع أسرار وخصوصيات الآخرين لما يكبر بتفهم وتعقل.
التدريب على استماع الرأي الآخر
جميل أن تكون متقبلًا وجهات النظر ومطلعًا على كل الآراء وأن تعلم ابنك ذلك التقبل والانفتاح وآداب الحوار مع الآخرين. لا تكن متسلطًا على طفلك وتريده آلة تسمع الكلام فقط، بل استمع له ولرأيه، وتحدث معه فيما يجول في فكره وباله من أسئلة، وافهم ماذا أرد طفلك من أفعاله أولًا قبل أن تعاقبه عليها.
“اقرأ أيضًا” العنف ضد الأطفال“
احذر الحديث السلبي أحد أسس كيف تربي أطفالك
لا تقل لأبنائك العبارات الآتية “أنت غبي”،”قم صلي وإلا ستدخل النار”،”سأضربك” وما شابهها من العبارات؛ فتلك المقولات تخنق في داخله الشخصية القوية وتحطم معنوياته. وعلى العكس من ذلك عود نفسك توجيه طفلك بالإيجاب، فإذا أخطأ في الواجب فقل له: أنت شاطر ليه تحل هكذا، وإذا أردت تخويفه فقل له: أنا زعلان منك ولن أكلمك مثلًا، وحببه في الصلاة والعبادة بطرق مختلفة بغير طريق الأمر.
“قد يهمك: أفضل 10 مشروبات للأطفال“
الأدب مع أبنائك
خاطب أبنائك بأدب فلا تنسي أنك قدوتهم الأولى، لذا يجب أن نخاطبهم بأدب وبالشكر والامتنان. تعود أن تقول لطفلك: “جزاك الله خيرا”، “شكرا”، “من فضلك”، “الله يخليك”، “بارك الله فيك”وغيرها صيغ وعبارات، واعلم أن قيامك بهذا يأتي من ضمن أسس التربية الإيجابية.
الصداقة مع طفلك
كن صديق أبنائك وذلك لكي تشعرهم بالأمان، وهذا الأمر أيضًا أحد الحلول المثلى في معاملة الأبناء، وهو يأتي من جانب الآباء، فإذا كنت صديقًا لأبنائك تكون بذلك قد حققتَ أهم محور وخطوة في تعلم تربية الأبناء والتقرب منهم. كذلك قيامك بهذه الخطوة سوف ييسر عليك الكثير في رحلة تربية الأطفال.
“اقرأ أيضًا الأطعمة الغنية بالزنك“
اللعب مع الأبناء ضمن التربية السليمة
العب بلا حرج مع أبنائك، حيث أن اللعب مع أطفالك لا يحافظ على نشاطهم فحسب، بل يطور ثقة الأطفال واحترامهم لذاتهم، وإذا لم يكن لديك وقت للعب مع أطفالك، لا بد من إيجاد الوقت للعب معهم، وهذا يمنحهم الفرصة لفتح قلوبهم لك، كما ستكون قادراً على فهم ما يجعل طفلك سعيداً، كذلك تكون قادراً على معرفة إمكانياته وكشف مواهبه. كما أن بذلك سوف تقلل من ممارسة طفلك لألعاب الهاتف؛ بالتالي تحميه من تأثير الألعاب الإلكترونية على الطفل.
التعرف على أصدقاء أبنائك
أهتم بأصدقاء أبنائك فهذا أمر هام ضمن التربية السليمة للطفل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) (رواه الترمذي وأبو داود). لذا اهتم بمعرفة من يصاحب ابنك سواء في الشارع أو المدرسة أو الجيران أو النادي، ولا تهمل ذلك كي لا تتفاجأ بسلوكيات وأقوال غير مناسبة وغير متوقعة من طفلك بسبب تلك الصداقات.
احفظ الله يحفظك أساسي ضمن التربية الإسلامية
علم ابنك هذه الكلمات والتي هي جزء هام من ضمن التربية الإسلامية للطفل، عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال: (يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) (رواه الترمذي). [efn_note]شرح حديث ابن عباس: احفظ الله يحفظك, alukah.net, 29/01/2023[/efn_note]
المدح هام في التربية الإيجابية
المدح الإيجابي يساعد على إعدادِ طفل قادر على مواجهة تحديات المستقبل، ويدفع به إلى سلوكيات أكثر إيجابية، وعليك أن تكون وسطًا في مدحك فلا تكثر ولا تبالغ. لا تقل: “أنت أفضل طفل، ولا أحد مثلك”؛ فينمي ذلك في نفس الطفل الغرور والأنانية، أو يشعره بالإحباط عند عدم وجود المدح. كذلك لا تقلل من ابنك؛ فيؤثر ذلك على شخصيته ويجعله محبطًا.
أمور هامة أخرى في تربية الطفل
من ضمن طرق التربية الإيجابية الأخرى الهامة التالي:
اهتم بما يتناوله طفلك
عليك أن تهتم بما يتناوله طفلك من طعام وشراب؛ فهذا أمر هام في تكوينهم الجسماني وحمايتهم من الأمراض وجعلهم بصحة وعافية؛ لذا:
- اهتم بتناول أطفالك الأطعمة الصحية بأنواعها.
- قلل من تناول طفلك للسكريات والحلويات.
- قلل من تناولهم الشيبسي (رقائق البطاطس أو الشبس) والأطعمة التي تحتوي على المحليات الصناعية.
- لا تجعلهم يتناولون المشروبات الغازية؛ فأضرار المشروبات الغازية على الأطفال خطيرة للغاية.
- اهتم بأن يتناولوا أطعمة تقوي المناعة.
- في حالة الإصابة بأي مرض نفسي، وذلك مثل: الأبراكسيا اللفظية أو اضطراب طيف التوحد، فقم بعرضه على الطبيب فورًا.
عود طفلك الاستقلالية
خلال مرحلة تعويد الطفل على الاستقلالية: يُصبح كياناً إنسانيًا يشعر بوجوده في هذا العالم، فيصبح بمقدوره أن يضع نفسه مكان الآخرين ويشعر بآلامهم، فمثلاً سوف يشعر بألم صديقه إذا أخذ منه لعبته المفضلة، ويمنع نفسه من جعله يتألم.
تعرفنا في هذا المقال على بعض طرق وقواعد وأسس التربية الإيجابية للأطفال وكيفية الالتزام بها، وذلك من خلال التعرف على أهم 16 خطوة وقاعدة عند التعامل مع الطفل. يجب الحرص على تربية أولادك تربية سليمة حديثة وإسلامية واجتماعية لكي نخرج جيل واعي متدين ناجح عمليًا وعلميًا، ولا تنسى أنك محاسب عليهم يوم القيامة، وأن حسن تربيتك لهم في ميزان حسناتك يوم القيامة.