مشكلة الانتحار؛ الأسباب التي تؤدي للانتحار وأعراضه وكيفيه الوقاية منه
مشكلة الانتحار (problem of suicide)؛ يعد موضوع الانتحار من المواضيع الحساسة والمعقدة التي تثير الكثير من الاهتمام والتفكير في المجتمعات الحديثة؛ فهو أحد أكثر المشاكل العامة التي تؤثر على البشرية،حيث يؤدي لفقدان أرواح الأفراد الذين يشعرون باليأس والضيق والعجز عن مواجهة صعاب ومشاكل الحياة. في هذه المقالة، سوف يتم التعرف على مشكلة الانتحار، وما هي أعراضه، مع ذكر الأسباب التي تجعل الإنسان يصل إلى الانتحار، وكيفية معالجة هذه المشكلة الخطيرة والوقاية منها.
قائمة المحتويات
ما هي مشكلة الانتحار؟
عند الحديث عن مشكلة الانتحار (SUICIDE )، من الهام التعرف في البداية على مفهوم هذه المشكلة، والتي هي عبارة عن فعل يقوم به الشخص عمدًا للتخلص من حياته بقتل نفسه بأي طريقة كانت، وهذا الفعل يكون نتيجة لمواقف الحياة المجهدة، ولا يوجد سبب واحد وراء محاولة أي شخص للانتحار، ولكن يوجد عوامل كثيرة تزيد من خطر الانتحار والتخلص من هذه الضغوط المجهدة التي قد يصاب بها الإنسان، ويعتبر الاكتئاب من ضمن العوامل الرئيسية للانتحار.
لكن يوجد أيضًا بالإضافة لذلك العديد من الاضطرابات النفسية والعقلية التي من الممكن اعتبارها من أسباب الانتحار، وسوف نستعرض في التالي الأسباب التي تؤدي للتفكير بالانتحار والإقدام عليه وأعراضه وكيفية الوقاية منه.
“تعرف على: علامات كره الزوجة لزوجها“
أسباب الانتحار
تشمل أهم أسباب مشكلة الانتحار ما يلي:
- العوامل الاجتماعية والاقتصادية:
من الأسباب المؤدية للانتحار العوامل الاجتماعية والاقتصادية، وذلك مثل البطالة والفقر والتشرد والعنصرية والتنمر. ربما تدفع تلك العوامل الشخص إلى الانتحار، وهي تمثل من 15 – 40% لمن يكون لديه رغبة بالانتحار، حيث يشعر الشخص بالانعزال وعدم القبول من الآخرين ويلجأ إلى الانتحار اعتقادًا منه أنه الحل الأمثل للتخلص من هذه المشاكل.
- الضغوط النفسية والعاطفية من أسباب مشكلة الانتحار:
تتضمن هذه الضغوط كلًا من ضغوط العمل، والمشاكل العائلية، والعلاقات الشخصية المعقدة. هنا قد يتفاقم تأثير هذه الضغوط ويؤدي إلى فكر انتحاري في حالة عدم التمكن من التعامل معها بشكل صحيح.
- الاضطرابات النفسية:
الاضطرابات النفسية مثل مرض الاكتئاب، هي أيضًا من أسباب هذه مشكلة الانتحار. من يتعرض لمثل هذه الاضطرابات يعاني عند زيادتها بالفعل من بعض الأفكار الانتحارية. تزيد نسبة الخطورة بالانتحار عند الشخص المصاب بالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب (انتحار مريض الاكتئاب) عندما يكون لديه تجربة سابقة للانتحار وتفشل.
- تعاطي المخدرات والخمور:
يمكن أن يؤدي الإدمان على المخدرات والكحول (الخمور) إلى زيادة الاحتمالية في اتخاذ قرارات تصعب على المرء التحكم فيها، بما في ذلك فكرة الانتحار.
- تجربة مؤلمة:
المرور بتجربة مؤلمة مثل وفاة أحد المقربين أو العيش تحت ظروف حربية، قد تساهم هي الأخرى في ميل الفرد للانتحار. كذلك، فبعض الأشخاص الذين مروا بظروف السجن عند خروجهم يكونوا معرضين للانتحار.
- العزلة الاجتماعية والوحدة:
الشخص المنعزل والذي يشعر بمشاكل اجتماعية ولديه رغبة في الانعزال من الجميع ويكون سلبي وذو مزاج سيء أغلب الأوقات يكون معرض أكثر للإصابة بمشاكل نفسية تدفعه للانتحار.
- الجينات: قد تلعب الجينات دورًا في ميول بعض الأفراد إلى الانتحار، حيث أن هذه الجينات تؤثر على الحالة النفسية للشخص وتجعله عرضة للانتحار.
- الهوس الاكتئابي:
الشخص المصاب بهذه الحالة النفسية يكون أكثر عرضة للانتحار عن غيره، وهي عبارة عن التحول المتكرر من حزن شديد إلى فرح شديد، وقد وجد أن واحد من بين ثلاثة مصابين بالهوس الاكتئابي يحاولون الانتحار.
الأسباب الأخرى المؤدية للانتحار
تشمل الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى حدوث مشكلة الانتحار ما يلي:
- الإصابة بعدد من الأمراض الخطيرة، مثل السرطان والإيدز.
- الإصابة بعدد من الاضطرابات العقلية والذهنية، وذلك مثل: اضطراب الهوية والفصام واضطرابات طيف التوحد والقلق والاضطراب الثنائي القطب.
- الأحداث الحياتية الصعبة، والتي منها فقدان شخص حبيب، والفشل الدراسي أو المهني، والمشاكل المالية، والكوارث الطبيعية.
“اطلع على: علامات كره الزوج لزوجته“
أعراض الانتحار Symptoms of suicide
على الرغم من أن هذه العلامات أو الأعراض التالية قد تكون خفيفة، إلا أن من يفكر في الانتحار تكون لديه بعض الإشارات سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة. هذه الإشارات قد تكون عبارة عن علامة أو أكثر من علامات المشاعر مثل: اليأس، الغضب، العجز، الحزن أو الإنهاك، وأيضًا قد تكون العلامة من علامات السلوك مثل: السلوك الانتحاري السابق، الانسحاب من التواصل مع العائلة والأصدقاء، الإقلاع عن الأنشطة المحببة، اختراق القوانين، البكاء الغير مبرر.
فيما يلي سوف نستعرض لأهم أعراض مشكلة الانتحار أو الميول الانتحارية:
- التحدث عن الانتحار كالإدلاء بتصريحات مثل سأقتل نفسي، أتمنى لو كنت ميتًا، أتمنى لو لم أكن قد ولدت.
- الحصول على وسائل الانتحار مثل شراء الأسلحة أو الأدوية (Medication) القاتلة.
- الانسحاب من الاتصال الاجتماعي والرغبة في الوحدة.
- وجود تقلبات مزاجية.
- زيادة الشعور باليأس.
- الشعور بالفقدان سواء فقدان عزيز أو الحزن على النفس.
- الكلام بشكل دائم عن النفس بسلبية.
- دائم الشعور بالقلق والخوف وعدم الثقة في النفس.
- تغير الروتين المعتاد.
- القيام بالأشياء الخطرة التي تعطى شعور بالراحة أو المدمرة، وذلك مثل الألعاب التي تسبب الأذى للنفس وقيادة السيارة بتهور.
“اقرأ أيضًا: إدارة الوقت“
كيفية الوقاية من الانتحار؟
الوقاية من مشكلة الانتحار هو جهد مباشر لوقف أو منع الأشخاص الذين يحاولون أو يفكرون في الانتحار من قتل أنفسهم، وقد اقترح خبراء الصحة العقلية بعض الاستراتيجيات المختلفة لمنع الانتحار أو تجنب حدوثه. في التالي 10 طرق للوقاية من هذه المشكلة الخطيرة:
- تعزيز المرونة العقلية للشخص، وذلك من خلال تعزيز التفاؤل لديه وتحسين الترابط والتواصل مع الآخرين.
- التعليم عن الانتحار بما في ذلك عوامل الخطر وكيفية توفير المساعدة للشخص المعرض للخطر.
- زيادة كفاءة الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية في الدولة.
- الحد من العنف المنزلي.
- تجنب استعمال المواد المخدرة.
- الحد من الوصول إلى الوسائل التي تسهل الانتحار.
- عدم مواجهة الأفكار الانتحارية للمريض وحده، بل يجب طلب المساعدة من الأشخاص المختصين وطلب الدعم من أحبائه أو أسرته أو المؤسسات المخصصة لهذا الغرض، مما يسهل التغلب على أي تحديات.
- تناول الأدوية حسب تعليمات الطبيب وعدم تغير الجرعة وعدم التوقف عن الدواء بدون أمر الطبيب؛ لأن ذلك سوف يؤدى إلى عودة المشاعر الانتحارية.
- الحرص على حضور جميع جلسات العلاج في مواعيدها واتباع خطة العلاج المقررة من الطبيب في حالة الإصابة بمشاكل نفسية.
- التخلص من أي أسلحة نارية أو سكاكين أو أدوية خطرة أو أي أدوات يمكن استخدامها للتخلص من الحياة في حالة وجود أفكار انتحارية.
بعد التعرف على أهم المعلومات التي تخص مشكلة الانتحار “problem of suicide”، يجب على الجميع العمل على تحذير الناس من عقوبة المنتحر في الآخرة، وأنه مهما كانت المشاكل والظروف القاسية التي يمر بها الشخص فهي ليست مبرر لإزهاق الروح التي وهبنا الله تعالى إياها، وليعلم المنتحر أن الانتحار ليس راحة لما يمر به بل هو بداية لعذاب أبدي لا ينقطع عنه، وفي الختام نسأل الله تعالى العافية للجميع.
