الواقع الافتراضي؛ ما هو وكيف يعمل؟ مع 6 استخدامات لهذه التقنية

الواقع الافتراضي؛ ما هو وكيف يعمل؟ مع 6 استخدامات لهذه التقنية

الواقع الافتراضي؛ في عصر التكنولوجيا الحديثة تُعد هذه التقنية من أبرز الابتكارات التي غيرت تمامًا طريقة تفاعلنا مع العالم من حولنا، فقد أصبح بإمكاننا الآن أن نغوص في عوالم افتراضية مذهلة، نشارك في تجارب واقعية لم نكن نحلم بها من قبل.

في هذا المقال، سنستكشف الواقع الافتراضي (Virtual Reality) وماهيته بشكل موسَّع، سنستعرض تطوره وتطبيقاته المختلفة، وسنستكشف أثره، ونتعرف على نظارة الواقع الافتراضي، والفرق بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز، فهل أنتم مستعدون للانغماس في هذا العالم الافتراضي واكتشاف ما يحمله لنا؟ تابعونا في هذه الرحلة المثير.


الواقع الافتراضي؛ ما هي هذه التقنية وكيف تعمل؟

هي بيئة افتراضية يُستخدم الكمبيوتر في إنشائها مع مشاهد وأشياء تبدو حقيقية، فيشعر المستخدم أنه بداخلها، ويُنظر إلى هذه البيئة من خلال جهاز يُسمى سماعة رأس أو خوذة الواقع الافتراضي أو نظارة العالم الافتراضي، وتتيح لنا هذه التقنية الانغماس في ألعاب الفيديو كما لو كنا إحدى الشخصيات، أو تعلم كيفية إجراء جراحة القلب أو تحسين جودة التدريب الرياضي لتحقيق أقصى قدرًا من الأداء.

على الرغم من أن هذا قد يبدو دربًا من دروب المستقبل، إلا أن أصول هذه التقنية ليست حديثة كما نعتقد، فإن أحد أجهزة الواقع الافتراضي الأولى كان يسمى Sensorama؛ وهي آلة ذات مقعد مدمج بها تشغل أفلامًا ثلاثية الأبعاد، وتنبعث منها الروائح وتحدث الاهتزازات لجعل التجربة حية قدر الإمكان, ويعود تاريخ هذا الاختراع إلى منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، ثم حدثت تطورات تدريجية في كل من الأجهزة وتصميم الواجهة.

الواقع الافتراضي وصورة توضح كيف يعمل


عدد 6 استخدامات لهذه التقنية

صورة بها أحد نظارات الواقع الافتراضي ضمن الحديث عن استخدامات الواقع الافتراضي

بعد معرفة ما هو الواقع الافتراضي وكيف يعمل؟ نتعرف هنا على استخداماته. غالبًا ما ترتبط استخداماتها بالألعاب لأن هذا المجال كان في طليعة جهود الواقع الافتراضي، كما يتضح من شعبية منتجات مثل Beat Saber و Minecraft VR و Skyrim VR. مع ذلك، كان هناك اهتمام متزايد بإمكانياته عبر عدد من المجالات الأخرى:

  1. صناعة السيارات: حيث يستخدم في تصميم واختبار السيارات، مما يساعد على تحسين الأداء والسلامة وتقليل التكاليف
  2. الرعاية الصحية: يستخدم في تدريب الأطباء والممرضين، ويمكن أيضًا استخدامه في علاج الرهاب والمخاوف وتخفيف الألم لدى المرضى.
  3. البيع بالتجزئة: يمكن استخدام هذه التقنية في تجربة المنتجات والتسوق عبر الإنترنت، مما يساعد على زيادة المبيعات وتحسين تجربة المستخدم.
  4. السياحة: يمكن استخدامه لاستكشاف الوجهات السياحية وتجربة الرحلات الافتراضية، مما يوفر تجربة واقعية للمسافرين
  5. العمارة: يمكن استخدامه في تصميم المباني واختبارها قبل البناء الفعلي، مما يوفر وقتًا ومالًا ويساعد على تحقيق رضا العملاء.
  6. وسائل الترفيه: يستخدم في صناعة الألعاب والأفلام والتجارب الترفيهية، مما يوفر تجربة مثيرة وواقعية للمستخدمين.
  7. التعليم: يمكن استخدامه في تحسين تجربة التعلم وتوفير بيئات تفاعلية وواقعية للطلاب.
  8. العلوم والبحث: يستخدم في تجربة الظواهر العلمية والأبحاث العلمية، مما يساعد على فهم أعمق للمفاهيم والتفاعل معها.

هذه مجرد بعض الاستخدامات الشائعة للواقع الافتراضي، وهناك المزيد من التطبيقات والمجالات التي يمكن استكشافها لأنه يتطور باستمرار ويوفر فرصًا جديدة في مختلف الصناعات والمجالات.

“تعرف على: ذكرى هيروشيما


الواقع الافتراضي والواقع المعزز والفروق بينهما

يٌطرح هذان المصطلحين كثيرًا، ويبدوان متشابهين ويتداخلان مع بعضهما ويتضح الفرق بينهما كالتالي:

الواقع الافتراضي (Virtual Reality – VR)

في التالي أهم المعلومات عنه:

  • يجعل مستخدميه كأنهم منغمرين داخل العالم الافتراضي حيث يمكنهم التفاعل مع البيئة حولهم.
  • يستخدم تقنية الكمبيوتر لإنشاء محاكاة لعالم بديل يحاكي الواقع الحقيقي.
  • يستخدم بشكل أساسي في الأفلام ثلاثية الأبعاد وألعاب الفيديو.
  • يهدف إلى عزل المستخدم عن العالم الحقيقي وإحاطته بالعالم الافتراضي باستخدام أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الحسية مثل سماعات الرأس والقفازات.

على سبيل المثال؛ تستحوذ سماعات رأس الواقع الافتراضي على رؤيتك تمامًا لتعطيك انطباعًا بأنك في مكان آخر، إذ إن PlayStation VR 2 و Meta Quest 2 و Valve Index وسماعات الرأس الأخرى غير شفافة، مما يحجب محيطك عند ارتدائها، فإذا قمت بارتدائها عند إيقاف تشغيلها، فقد تشعر كما لو كنت معصوب العينين.

“اطلع على: بودكاست لتعلم الإنجليزية

الواقع المعزز (Augmented Reality – AR)

الواقع الافتراضي والواقع المعزز وصورة توضح الفرق بينهما

في التالي أهم المعلومات عنه:

  • يعزز العالم الحقيقي بإضافة عناصر افتراضية للمشهد الحقيقي الذي يراه المستخدم.
  • يعرض الصور والمعلومات أمام المستخدم في منطقة ثابتة من العالم الحقيقي.
  • يستخدم في وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق والتعليم والتدريب والألعاب.
  • يتطلب استخدام الهواتف الذكية أو النظارات الخاصة بتقنية الواقع المعزز لعرض العناصر الافتراضية.

بشكل عام، يمكن اعتبار الواقع الافتراضي تقنية تهدف إلى إنشاء عالم بديل يحاكي الواقع الحقيقي، بينما يهدف الواقع المعزز إلى إضافة عناصر افتراضية للعالم الحقيقي المحيط بالمستخدم. كلتا التقنيتين لهما تطبيقات مختلفة وتستخدم في مجالات مثل التعليم، التسويق، الألعاب، والتدريب.

مثال عليها: Microsoft HoloLens، ونظارة العالم الافتراضي (Google Glass) الأصلية، ومختلف “النظارات الذكية” فهي شفافة، مما يتيح لك رؤية كل شيء أمامك كما لو كنت ترتدي زوجًا من النظارات الشفافة.

تم تصميم هذه التقنية لحرية الحركة أثناء عرض الصور على كل ما تنظر إليه، يمتد المفهوم إلى الهواتف الذكية المزودة بتطبيقات وألعاب AR ، مثل Pokemon Go، التي تستخدم كاميرا هاتفك لتتبع محيطك وتراكب معلومات إضافية بصريًا فوقه.

“قد يهمك: مجال تحليل البيانات


تحديات استخدام هذه التقنية

بعد أن عرفنا الفرق بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز نتحدث عن تحديات استخدامه. استخدام التكنولوجيا الافتراضية يواجه بعض التحديات والمشكلات المحتملة، هنا بعض التحديات الشائعة التي يمكن أن تنشأ عن استخدامها:

  • (1) اعتلال المحاكاة:

أحدثت أجهزة الواقع الافتراضي شكاوى مستخدمين واسعة النطاق من دوار الحركة وكانت هذه المشكلة وحدها كافية لعرقلة أجهزة المستهلكين الجماعية للواقع الافتراضي المبكر مثل Sega للواقع الافتراضي و Nintendo’s Virtual Boy، فهي مشكلة لا يزال مصنعو سماعات الرأس الحديثة يتعاملون معها.

  • (2) تأثير باب الشاشة:

سُمي كذلك لتشابهها مع النظر إلى العالم من خلال شاشة ويحدث ذلك عندما تضع أي سماعات رأس قديمة للواقع الافتراضي، أو بعض السماعات الحالية التي تستخدم هذه التقنية وتعمل بالهاتف الذكي، وتنظر عن كثب إلى الصورة التي تم إنتاجها في سماعة الرأس.

قد تلاحظ وجود خطوط بين وحدات البكسل المعروضة، على الرغم من أن هذه المشكلة قد تم حلها منذ فترة طويلة لأجهزة التلفزيون اليوم بدقة عالية للغاية، فقد ظهرت مرة أخرى في بعض السماعات التي تستخدم هذه التقنية.

  • (3) الحركة استخدام التكنولوجيا الافتراضية:

لا يزال الانتقال عبر البيئة الرقمية للواقع الافتراضي يمثل مشكلة، تسمح سماعات الرأس المتطورة مثل Vive و Rift بتتبع المستخدمين في جميع أنحاء الغرفة، ولكن ليس أبعد من ذلك بكثير، ويتطلب أي شيء أكثر من ذلك نوعًا من آلية الحركة المضمنة في التطبيق نفسه، أو أجهزة متخصصة تفوق قدرة ما يتوفر لدى معظم المستهلكين على الأرجح.

  • (4) الآثار الصحية:

ربما تتصدر المخاطر الصحية قائمة التحديات؛ تحذر إرشادات الصحة والسلامة الخاصة بـ Oculus Rift من الاستخدام إذا كان المستخدم حاملًا أو مسنًا أو متعبًا أو يعاني من أمراض القلب. كما يحذرون من أن المستخدمين قد يعانون من دوخة شديدة أو نوبات صرع أو إغماء وأشياء تبدو مخيفة! هناك أيضًا الكثير من الأمور المجهولة فيما يتعلق بالتأثيرات الصحية طويلة المدى للواقع الافتراضي.

  • (5) الخصوصية:

استخدام التكنولوجيا الافتراضية يمكن أن يؤدي إلى جمع البيانات الشخصية للمستخدمين. قد يكون من الصعب حماية هذه البيانات وضمان سرية المعلومات الشخصية.

  • (6) التحديات القانونية:

هناك قضايا قانونية تنشأ عند استخدام التكنولوجيا الافتراضية، مثل قضايا الخصوصية وحقوق الملكية الفكرية. يجب أن يتم التعامل مع هذه التحديات بعناية لضمان الامتثال للقوانين وحماية حقوق الأفراد.

بالطبع، هناك العديد من الفوائد والفرص التي يمكن أن تأتي مع استخدام التكنولوجيا الافتراضية. ومع ذلك، يجب أن نكون على دراية بالتحديات المحتملة ونعمل على معالجتها بشكل فعال لضمان استخدام آمن ومجدٍ للتكنولوجيا الافتراضية.


ما استخدامات الواقع الافتراضي؟

تشمل أهم استخدامات الواقع الافتراضي: الألعاب، صناعة السيارات، الرعاية الصحية، البيع بالتجزئة، السياحة، تصميم المباني واختبارها قبل البناء الفعلي، صناعة الألعاب والأفلام والتجارب الترفيهية، تحسين تجربة التعلم وتوفير بيئات تفاعلية وواقعية للطلاب، تجربة الظواهر العلمية والأبحاث العلمية.

ما هو مفهوم الواقع الافتراضي؟

الواقع الافتراضي، هو تقنية تستخدم الرسومات ثلاثية الأبعاد والصوت لخلق بيئة افتراضية تشبه الواقع، حيث يمكن للمستخدمين ارتداء نظارات ذكية أو خوذات والانغماس في هذه البيئة، حيث يمكنهم التفاعل مع الكائنات والعناصر بطريقة واقعية.تُستخدم هذه التقنية في الألعاب، التعليم، الطب، ومجالات أخرى لتوفير تجارب غامرة وتفاعلية.

من الامثله على الواقع الافتراضي؟

تشمل أمثلة على الواقع الافتراضي:
  • استخدام الواقع الافتراضي في تطوير ألعاب تسمح للاعبين بالانغماس في عوالم ثلاثية الأبعاد والتفاعل معها بشكل واقعي.
  • استخدامه لتقديم تجارب تعليمية وتدريبية واقعية في مجالات مثل الطب، والهندسة، والتدريب العسكري.
  • استخدام الواقع الافتراضي لتدريب الجراحين والطلاب الطبيين على إجراءات جراحية معقدة ومحاكاة أمراض معينة.
  • إنشاء نماذج افتراضية للمباني والمشاريع المعمارية لتقديم لمحة واقعية للعملاء والمصممين.
  • تقديم تجربة سفر واقعية للأماكن المختلفة دون الحاجة إلى السفر الفعلي.
  • كما يحاكي الواقع الافتراضي مواقف قتالية وتكتيكية لتدريب الجنود وتحسين استجابتهم في الميدان.
  • أيضًا استخدام الواقع الافتراضي في علاج بعض الاضطرابات النفسية من خلال تقديم تجارب تفاعلية ومحاكاة للمرضى.

ما هي سلبيات الواقع الافتراضي؟

تتضمّن سلبيات تقنية الواقع الافتراضي: تأثيرات صحية محتملة كالدوار، العزلة الاجتماعية، تكاليف مالية مرتفعة، قيود تقنية على الجودة، تأثيرات نفسية محتملة، مخاوف بشأن الأمان والخصوصية، وقيود على الحركة.

ختامًا، يمكن القول إن التكنولوجيا الافتراضية هي تطور مثير ومبهج في عالم التكنولوجيا، فقد أظهر لنا قدرة الإبداع البشري على خلق بيئات افتراضية تشبه الحقيقة بشكل لم يسبق لنا أن رأيناه من قبل، وهي تفتح آفاقًا جديدة أمام المستخدمين في مجالات مختلفة، وبغض النظر عن التحديات التي قد تواجه تطورها، فإنها تبقى واحدةً من أكثر التكنولوجيات إثارة للدهشة والتفاؤل، مما يجعلنا نتوقع مستقبلًا مشرقًا حيث يصبح الواقع الافتراضي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.

 

تابع موقعنا

إغلاق