ما هي البريكس؛ أعضاء التحالف وما أسباب سعي الدول العربية للانضمام لها

ما هي البريكس؛ أعضاء التحالف وما أسباب سعي الدول العربية للانضمام لها

ما هي البريكس؛ لها أصبحت مجموعة البريكس وانضمام مصر والدول العربية لها هو موضوع الساعة، لذا ففي ذلك المقال سنتعرف على العديد من الجوانب غير المتداولة للبعض، فسنتعرف أولاً عن ما هي البريكس ودول البريكس الآن، وما هي أهداف منظمة البريكس وشروط الانضمام إلى مجموعة البريكس.

كما سوف نتعرف على ما هي حقيقة عملة البريكس مقابل الدولار، وما هي أسباب سعي الدول العربية للانضمام لها، وذكر 5 فوائد من انضمام الدول العربية ومصر للبريكس، مع التعرف على ما وصل إليه البريكس حالياً من قوة وما يمكن أن يتغير في المستقبل نتيجة وجودها وزيادة قوتها.


ما هي البريكس؟ تعريف هذه المنظمة

عند الحديث ما هي البريكس، سوف نبدأ بتعريف هذا التحالف. البريكس (BRICS) هي تحالف اقتصادي سياسي يتكون من خمس دول أساسين وهي:

  1. البرازيل.
  2. روسيا.
  3. الهند.
  4. الصين.
  5. جنوب أفريقيا.

تكوّن هذا التحالف الاقتصادي السياسي بالبداية عام 2009 من أول أربع دول، إلى أن تمّت الموافقة على انضمام الدولة الخامسة (جنوب أفريقيا) عام 2010 ليكون هذا بمثابة أول توسع للمجموعة.

من هنا تم اشتقاق اسم BRICS وهو المكوّن من الحرف الأول لكل دولة من الدول الخمسة.

كانت روسيا هي المبادر الأول لإنشاء المجموعة وفقاً لاقتراح الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) في اجتماع وزاري بتاريخ 20 سبتمبر 2006، والناتج عنه إعراب باقي الدول عن اهتمامهم بالفكرة وهدفها الأساسي.


دول البريكس الآن

صورة بها رؤساء الدول الأعضاء بتحالف البريكس الآن BRICS now

بعد معرفة ما هي البريكس، يجب العلم أنه قد تم إعلان قرار التوسع الثاني للمجموعة عام 2023، وتمت الموافقة من خلاله على انضمام ست دول فقط (منهم ثلاث دول عربية) من أصل 24 دولة قامت بالتقدم وهم:

  1. مصر.
  2. السعودية.
  3. الإمارات.
  4. الأرجنتين.
  5. إثيوبيا.
  6. إيران.

ليصبح مجموعة دول التحالف 11 دولة، مع احتمالية الموافقة مستقبلاً على انضمام عضوية دول أخرى قد قامت بالتقدم بالفعل كالكويت والجزائر وفلسطين.

“قد يهمك: وصفات تخزين الطماطم


ما هي أهداف منظمة البريكس؟

ضمن الحديث عن ما هي البريكس، من الهام التحدث أهداف منظمة البريكس. عن بعد سيطرة الدولار على اقتصاد العالم والذي تسبب في العديد من القيود على معظم الدول، وبعد هيمنة النظام أحادي القطبية جاءت فكرة إنشاء مجموعة البريكس والتي من أهم أهدافها ما يلي:

  • الاستقلال المالي والاقتصادي عن النظام العالمي المهيمن على دول العالم والمعتمد على الدولار، وهو الهدف الأهم والأساسي.
  • تأسيس قوة اقتصادية عالمية قادرة على منافسة مجموعة السبع G7 (وهم الدول الصناعية السبعة: فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وألمانيا، واليابان، وإيطاليا، وكندا والاتحاد الأوروبي) المسيطرة على 50% من الاقتصاد العالمي و 60% من الثروة العالمية.
  • مواجهة النظام أحادي القطبية بهيمنة أمريكا وتبديله بنظام اقتصادي ثنائي القطبية، وذلك وفقاً لخطة طويلة المدى تستمر لعام 2050.
  • تقليل تأثير الدولار على الحركة العالمية للتجارة ومحاولة إنشاء عملة أفضل للتجارة.
  • دعم الدول الأعضاء والدول الناشئة والنامية لسداد ديونها والناتجة غالباً لنفس سبب سيطرة الدولار على الاقتصاد والتجارة، وبالتالي تجنب ضغط السيولة.
  • تمويل الدول النامية في مشاريع البنية التحتية.

ما هي شروط الانضمام إلى مجموعة البريكس؟

بعد تقدم الدول للانضمام، تتجمع دول البريكس لمناقشة التصويت، وذلك وفقاً لمناقشة أي من الدول المتقدمة تستوفي الشروط المطلوبة والموضوعة بطريقة تساعد التحالف على التقدم والاستفادة من انضمام الدول إذا توفر بها هذه الشروط، وهي ما يلي:

  • وجود استقرار سياسي.
  • قدرة الدولة على النمو السريع.
  • التميز بموقع استراتيجي للتجارة الدولية.
  • وجود علاقات ثنائية مع دول تجمع بريكس.
  • أن يكون اقتصاد الدولة اقتصاد رئيس في منطقته.

من هذه الشروط تبين لنا ما العائد على دول البريكس من ضم دولة يتوفر بها هذه الشروط، ليصبح الأمر استفادة متبادلة تحقيقاً للأهداف المرجوة في إلغاء سيطرة الدولار والنظام أحادي القطبية.

“اطلع على: ما هو مرض السكري


عملة البريكس مقابل للدولار هل هي حقيقة أم إشاعة؟

صورة بها البريكس والدولار في سلاسل حديدة في مواجهة بعضهم، حيث عملة البريكس يكون مقابل الدولار

هي فكرة تم اقتراحها وتكلم عنها رئيس البرازيل وعن أهمية إنشاء عملة موحدة في مواجهة الدولار يتم استعمالها في كل التعاملات التجارية بينهم وفي عمليات التمويل والإقراض كعملة اليورو بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وهو اقتراح لا زال قيد المناقشة نتيجة وجود تحديات كبيرة لتطبيق هذه الآلية.

تكمن هذه التحديات بأن هذا الأمر واقعياً وعملياً يحمل العديد من العوائق كالاختلافات السياسية والاقتصادية ما بين الدول الأعضاء، فكيف لهم بوجود بنك مركزي واحد ونظام اقتصادي واحد يجمع أعضاء التحالف بشكل شبيه بالاتحاد الأوروبي!

نتيجة لذلك تم الإعلان في القمة الأخيرة من قبل الدول الأعضاء وبشكل واضح عدم وجود أي مجال عن إنشاء عملة موحدة حالياً، وأنه من الأفضل في هذه المرحلة للتحالف التركيز على الهدف الأساسي من إنشائه وهو تقليل الاعتماد على الدولار.

لكن واقعياً هل من الممكن تحقيق عملة موحدة؟

مع وجود أهداف الاتحاد في زيادة قوة التحالف الاقتصادية في منافسة الدولار، هناك بعض الطموحات الكبيرة لما ممكن أن يترتب على ذلك من فقد الدولار لمكانه؛ مما يقلل استخدامه في الاحتياطات الدولية ومن ثم وصوله لمرحلة الانهيار.

لكن واقعياً في هذا الوقت لا يندرج ذلك الطموح إلا تحت بند المبالغة والتهويل، حتى سفير جنوب أفريقيا والمستقبل لمؤتمر القمة الأخير أعرب أن التحالف لا يحمل أي نية حالية لاستبدال الدولار بعملة التحالف، حيث إن الوجود القوي للدولار هو واقع اقتصادي، وما نسعى إليه حالياً هو محاولة التعامل بالعملات المحلية، ولكن وجود الدولار حالياً هو حقيقة واقعية كعملة رئيسية.

فكرة العملة الموحدة هو أمر صعب واقعياً ويحتاج إلى مدى زمني طويل لا يقل عن 10 سنوات كحدٍ أدنى.

“قد يهمك: الفيتامين د


أسباب سعي مصر والإمارات والسعودية للانضمام في البريكس

صورة بها كلمة البريكس بالإضافة إلى أعلام دول مصر والإمارات والسعودية

في التالي سوف نتعرف على أسباب سعي كلًا من مصر والإمارات والسعودية للانضمام في البريكس:

دولتي الخليج (السعودية والإمارات)

من الناحية الاقتصادية، الدول العربية وتحديداً السعودية (Saudi Arabia) والإمارات هما دولتا منتجين رئيسيين للنفط، مما يمنحهما عند الانضمام للتحالف القدرة على تحسين العلاقات الاقتصادية مع أكبر مستهلكين للنفط في المجموعة وهما الصين والهند.

أيضاً من الناحية السياسية، مالت العلاقات السعودية الأمريكية إلى الفتور لفترة طويلة، مما حمس الرياض من الاقتراب للصين وروسيا وتقديم طلب الانضمام للمجموعة التي تعمل بهدف أساسي يتمحور في محاولة كسر السيطرة الواحدة على الاقتصاد العالمي.

في نفس الوقع في الإمارات التي انسحبت من المشاركة في قوة بحرية تقودها أمريكا في الخليج في شهر مايو السابق وشاركت في مناورات عسكرية مع القوات الجوية الصينية يوم 9 أغسطس السابق، وكل ذلك مؤشرات على فتور وتراجع العلاقات الخليجية الأمريكية مما ساعد على التحرك للانضمام لبريكس، وهذا لا يعني عداوة خليجية أمريكية، وإنما فقط محاولة لتحقيق التوازن في المصالح قدر الإمكان.

أسباب انضمام مصر

حاولت مصر التقدم للانضمام أول مرة مع جنوب أفريقيا عام 2009 ولكن تم رفضها، إلى أن تقدمت للمرة الثانية 2023 وتم قبولها، ويكمن السبب وراء محاولة مصر للانضمام في محاولة لتخفيف الضغط على الدولار وحل تحدي نقص الدولار الذي يواجه الاقتصاد المصري بداية من الحرب الأوكرانية الروسية ورفع الفائدة عام 2022.

بالتالي إنضمام مصر يجعل الاستفادة متبادلة، فحين تستفيد مصر من ذلك، سوف يستفيد التجمع من مصر كونها بوابة لأفريقيا لتوصيل منتجاته وصادراته لبقية دول القارة ومنه الاستفادة من السوق الأفريقي الضخم.

“اطلع على: أكبر سمكة في العالم


ما هو العائد على مصر والإمارات والسعودية من الانضمام؟

ضمن الحديث عن ما هي البريكس، يجب العلم أن هناك العديد من الفوائد التي تعود على أي دولة تنجح بالانضمام في تحالف البريكس، وعلى رأسهم مصر والسعودية والإمارات، حيث:

  • القيام باستخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية بدلاً من الدولار:

استخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية مع وجود نظام مدفوعات محلية سواء بشكل جماعي أو ثنائي، مما يجعلها الاستفادة الأهم حالياً لإمكانية حدوثها على المدى الزمني القصير والمتوسط فتصبح هي الحل الواقعي حالياً للأزمات الاقتصادية الناتجة عن نقص النقد الأجنبي.

هذا وقد صرح الرئيس الروسي ورئيس جنوب أفريقيا عن زيادة استخدام العملات المحلية في التجارة البينية بين الدول في الاستيراد والتصدير، وقد حدث بالفعل بعض الاتفاقيات الثنائية بين الدول الأعضاء كاتفاق الإمارات والهند على استخدام الروبية والدرهم في التجارة، واتفاق الصين والبرازيل على استخدام العملة المحلية في التجارة بينهم، وما ينقصه هو وجود آلية لتنفيذ الاتفاقيات، والتي سينتج عنها التقليل من الضغط على الدول الناشئة مثل مصر.

  • هدف زيادة الصادرات:

زيادة الصادرات، لوجود 11 دولة يتواجد فيها أسواق ضخمة من المستهلكين لها أن تستوعب مستهلكات وخدمات ومنتجات جديدة، مما يفتح أبواب الفرص أمام مصر التي تعد مستورد رئيسياً للسلع الأساسية لتعظم صادراتها من خلال الاستفادة من تراجع قيمة الجنيه الناتج عن الاستفادة الأولى، مما يجعل منتجاتها أرخص.

  • هدف اتفاقية الاحتياطي الطارئ:

الاستفادة من اتفاقية الاحتياطي الطارئ، وهي آلية وضعت لدعم السيولة للدول التي تعاني من مشاكل في ميزان المدفوعات الناتج عن زيادة التزاماتها من العملة الأجنبية بشكل أكبر من مواردها مثل مصر، وتعمل هذه الآلية على أن تتم مقايضات بين البنوك المركزية الأعضاء في التحالف مما يساعدهم على تبديل العملات المحلية بالعملات الصعبة.

  • الفوائد الأخرى:
  1. توفير تمويلات ميسرة للدول الأعضاء دون شروط معقدة كالموضوعة في صندوق النقد الدولي، حيث تم تأسيس بنك التنمية الجديد التابع لبريكس.
  2. مع الوقت ومع تحقيق النقاط الأربعة السابقة، ستنعم دول التحالف وخاصة مصر بزيادة فرص الاستثمار الأجنبي نتيجة لما ستنعم به من الاستقرار الاقتصادي الناجم عن استقرار العملة.

“قد يهمك: عبد السند يمامة؛ يعلن ترشحه لخوض انتخابات الرئاسة المصرية عام 2024″


قوة البريكس الآن وتأثيرها على المستقبل الاقتصادي والعالمي

صورة بها أحرف كلمة البريكس وكل حرف علامة الانتصار بعلم الدولة المعنية، دلالة على قوة البريكس الآن

يمتلك التحالف الآن ناتجاً محلياً إجمالياً يصل ل30.7 تريليوناً دولاراً مما يمثل 29% من حجم الاقتصاد العالمي، ونتيجةً ذلك أصبح يسيطر على ثلث الاقتصاد العالمي بعد قرار التوسع الثاني وضم الست دول، فأصبح وجودها يمثل رقم ضخم من حجم الاقتصاد العالمي.

مع احتمالية إضافة دول أخرى مستقبلاً ومع بدء تطبيق أهداف التحالف من السهل التنبؤ بزيادة تأثيره على الاقتصاد، ومن ثم مع الوقت وعلى المدى الطويل التأثير على قوة الدولار وإضعاف قوة النظام الأحادي القطبية الذي يسيطر عليه دولة واحدة، لذا فقد يحمل المستقبل البعيد تغيراً في موازين النظام العالمي إذا نجح التحالف في تحقيق أهدافه.


في هذا المقال تعرفنا على ما هي البريكس، وأسباب سعي الدول العربية للانضمام لها، أي تعريف البريكس مع أسباب سعي مصر والإمارات والسعودية للانضمام في البريكس، وذكرنا دول البريكس الآن وهما 11 دولة.

كما تعرفنا على أهداف منظمة البريكس ولما تم إنشاءها، وأهم نقطة وهي عملة البريكس مقابل الدول هل هي حقيقة أم إشاعة؟ وتعرفنا على شروط الانضمام إلى مجموعة البريكس، وجاوبنا على سؤال ما هو العائد على مصر والإمارات والسعودية من الانضمام للبريكس.

 

تابع موقعنا

إغلاق