من هو حسن الصباح ومن هم الحشاشين؟ التعرف على أهم المعلومات والحقائق

من هو حسن الصباح؛ مع الدعايا الكثيرة للمسلسل المصري “الحشاشين”، والذي يحكي قصة فرقة باطنية كانت تدعي الإسلام عرفت بهذا الاسم، بدأ العديد في البحث عن من هو من هو حسن الصباح زعيم الحشاشين ومؤسس هذه الفرقة. في هذه المقالة، سوف نتعرف على من هو حسن الصباح تاريخيا، وذلك من خلال التعرف على قصة هذا الشخص وأفكار ومعتقدات الحشاشين.

الأفكار الرئيسية:

• من هو حسن الصباح في الدولة السلجوقية؟
• التعرف على من هو حسن الصباح تاريخيا: أهم المعلومات والحقائق.
• من هو حسن الصباح ومن هم الحشاشين؟
• من هو حسن الصباح كيف مات؟

ما هي الباطنية؟

قبل التعرف على من هو حسن الصباح ومن هم الحشاشين؟ يجب العلم في البداية ما هي الباطنية؛ وذلك لكون فرقة الحشاشين أحد الفرق الباطنية، وباختصار الشديد أي فرقة باطنية كانت تدعي أنها تتبع الإسلام، لكن في الحقيقية هي فرقة تُعادي الإسلام وتهدمه من الداخل، وتعمل على قتل المسلمين.

الفرق الباطنية تقوم بتحريف نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية إلى معاني تخدم فكرها وأهدافها، بجانب أفكارهم الكُفرية، وهم كانوا يتظاهرون بأنهم يتبعون آل البيت أو يدعون الناس لإتباعهم (أي هم باختصار تُجار دين)، كما كانوا يستعطفون الناس للدخول في فرقهم بحجة مقاومة ظلم السلطات الحاكمة. تشمل أهم ألقاب الباطنية: الباطنية، القرامطة، الخرمية، البابكية، الإسماعيلية، المحمرة، التعليمية، وكل لقب له قصة وله أحداث وعقائد ارتبطت به.

نماذج من تأويلات الباطنية

قالوا: إن معنى “الزنا” ليس هو إيلاج فرج في فرج مُحرم، وإنما المُراد به إلقاء نطفة العلم الباطن في نفس من لم يسبق معه عقد العهد، وعليه فلا يرى الباطنية حرجًا في استباحة الزنا، وزعموا أيضًا أن الطهور ليس هو الوضوء المعروف لنا، وإنما المراد به التبري والتنظف من اعتقاد كل مذهب سوى مبايعة الإمام، وزعموا أن الصيام ليس معناه إمساك الشخص عن المفطرات في وقت مخصوص، وإنما هو الإمساك عن كشف السر الخاص بالطائفة.

أما الطواف بالبيت (الكعبة) سبعًا، فقالوا هو الطواف بمحمد -صلى الله عليه وسلم- إلى تمام الأئمة السبعة الخاصين بهم، وأولوا الصلوات الخمس المفروضة بأنها أدلة على الأصول الأربعة لديهم وعلى الإمام، وعليه فلا حاجة عندهم لأداء هذه الصلوات المعهودة عند المسلمين.

أيضًا من نماذج تأويلاتهم لمعجزات الأنبياء عليهم السلام، تأويلهم لطوفان نوح عليه السلام بأنه طوفان العلم الذي أغرق المتمسكين بظواهر الكتاب والسنة النبوية، وأن نار إبراهيم عليه السلام التي ألقي فيها كانت عبارة عن غضب النمرود، وأنها ليست نارًا حقيقة، كما زعموا أن جن سليمان عليه السلام هم باطنية ذلك الزمان، وأن الشياطين هم الظاهرية الذين كُلفوا بالأعمال الشاقة.

علماء المسلمين قالوا أن ضرر الباطنية على فرق المسلمين، أعظم من ضرر اليهود والنصارى والمجوس على المسلمين، بل وأعظم من ضرر أصناف الكفرة، فالباطنية ليست مذهبًا إسلاميا أو فرقة من فرق أهل الإسلام، بل هي مذهب وطريقة أراد بها واضعوها القيام بهدم الإسلام وإبطاله عقائده وشريعته، وقد حكموا عليها بالكفر والزندقة.

“قد يهمك: ما هي الأرزاق المنسية“

من هو حسن الصباح ومن هم الحشاشين؟

حسن الصباح، المُلقب بالسيد أو شيخ الجبل، هو واحد من الشخصيات الباطنية في التاريخ الإسلامي، ويُنسب له تأسيس ما يُعرف بـ “الدعوة الجديدة” أو “الطائفة الإسماعيلية النزارية المشرقية” أو “الباطنية” أو “الحشاشون حسب التسمية الأوروبية”. أما الحشاشين، فهي طائفة شيعية إسماعيلية، تدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله (الخليفة الفاطمي / العبيدي) ومن جاء مِن نسله.

العديد من الأشخاص (مسلمين وغير مسلمين) على مدار تاريخ الإسلام، استغلوا اسم آل البيت لتحقيق أهدافهم المختلفة، وتحديدًا اسم علي بن أبي طالب وأبنائه الحسن والحسين -رضي الله عنهم-. سواء كانت هذه الأهداف الوصول للحكم، أو الاستيلاء على أموال المسلمين، أو هدم الإسلام وتحريف عقائده. بالتالي، كثرت الفرق التي تنسب نفسها لآل البيت (فرق الشيعة)، وهذه الفرق اختلفت عقائدها وأهدافها، وكفرت بعضها البعض أيضًا، وكان من هذه الفرق الإسماعيلية، والتي كان منها حُكام الدولة الفاطمية (العبيدية) التي حكمت مصر وأجزاء من الشام وبلاد المغرب العربي.

هذه الدولة الفاطمية، كانت شرًا على المسلمين، وقتلت الكثير منهم، والشخص المُسمى حسن الصباح كان منهم في بداية صغره، لكنه بعد ذلك انشق عنهم وأسس طائفة الحشاشين في أواخر القرن الخامس الهجري.

حسن الصباح، هو شخص تظاهر بالإسلام، لكنه كان على عقائد الباطنية الكفرية، وأسس طائفة الحشاشين ذات العقائد الكفرية المخالفة للقرآن الكريم والسنة النبوية. طائفة الحشاشين اشتهرت ما بين القرن 5 و 7 هجريًا الموافق 11 و 13 ميلاديًا، وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس (إيران حاليًا).

“تعرف على: كيفية حفظ القرآن الكريم بسرعة وبدون نسيان”

أهم المعلومات عن حسن الصباح زعيم الحشاشين

ضمن الحديث عن من هو حسن الصباح في الدولة السلجوقية؟ نذكر لكم في التالي أهم المعلومات عنه:

• مكان الولادة:

ولد بالري (طهران) عام 430 هـ 1037 م، وبعض المؤرخين ذكروا أنه ولد في مدينة قم الإيرانية، والتي هي معقل الشيعة الاثنى عشرية، حيث نشأ في بيئة شيعية اثني عشرية، ثم انتقلت عائلته إلى مدينة الري، والتي كانت وقتها مركز لنشاطات الطائفة الإسماعيلية، فاتخذ العائلة الطريقة الإسماعيلية الفاطمية، وكان عمره 17 سنة.

• الانضمام للطائفة الإسماعيلية:

قام حسن الصباح بقراءة كتب الإسماعيلية، وبعد ذلك لقي معلم إسماعيلي آخر، فلقنه التعاليم الإسماعيلية حتى اقتنع بها، ولم يبق أمامه سوى القيام بأداء يمين الولاء للإمام الفاطمي، ولكنه أدى تلك اليمين أمام مُبشر إسماعيلي، نائب عن عبد الملك بن عطاش، والذي كان كبير الدعاة الإسماعيليين في غرب إيران والعراق. في أوائل صيف العام 1072 م وصل عبد الملك بن عطاش هذا لمدينة الري، فلقيه حسن الصباح زعيم الحشاشين، ثم وافق على انضمامه، كما حدد له مهمة معينة في الدعوة، وطلب منه القيام بالسفر إلى مصر؛ وذلك لكي يسجل اسمه في بلاط الخليفة الفاطمي بالقاهرة.

• الرحلة إلى مصر:

في عام 471 هـ الموافق 1078م، ذهب إلى مصر، وكان ذلك في زمن المستنصر بالله الفاطمي، وبقي في مصر حوالي ثلاث سنوات ما بين القاهرة والإسكندرية، ثم قيل أنه اختلف مع أمير الجيوش، بدر الدين الجمالي، فسجنه في البداية ثم طرده من مصر، وتم الطرد على متن مركب للإفرنج إلى شمال أفريقيا، ولكن المركب غرق في الطريق، لكن حسن الصباح نجى من الغرق، فنقلوه إلى سوريا، ثم تركها ورحل إلى بغداد، ومنها عاد إلى أصفهان في فارس (إيران) لينشر الدعوة، واحتل قلعة آلموت؛ لكي تكون قلعته الحصينة ومقر حُكمه.

• الانشقاق عن الطائفة الإسماعيلية:

بعد موت الحاكم الفاطمي المستنصر بالله في عام 487 هـ الموافق 1094 م، قام الوزير بدر الدين الجمالي بالدعوة لإمامة المستعلي، الابن الأصغر للمستنصر (ابن أخت الوزير)، وقام بإزاحة الابن الأكبر الذي كان يُسمى “نزار” والذي كان بالفعل ولي العهد، وبذلك انشقت الإسماعيلية الفاطمية إلى نزارية مشرقية، ومستعلية مغربية، وهنا انشق حسن الصباح عن الفاطميين ليدعو لإمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله.

أخذ الحسن بن الصباح يدعو كما ذكرنا إلى إمامة نزار، حيث ادعى أن الإمامة قد انتقلت إلى حفيد لنزار، وقال لأتباعه أن هذا الحفيد قد أحضر سرًا إلى قلعة آلموت، وأنه طفل تم تهريبه من مصر إلى فارس (إيران)، وقال لأتباعه أن أمر هذا الإمام الجديد طي الكتمان، وتقول بعض المصادر أنه قال لأتباعه أن هناك امرأة كانت حامل من نزار، وهذه المرأة قد أُخذت إلى قلعة آلموت حيث وضعت حملها، والذي هو الإمام للطائفة وأنه إمام غائب، وهذه القصة تُشبه قصة إمام الشيعة الاثنى عشر الغائب من 1200 عام!

حسن الصباح زعيم الحشاشين كان عميل للزعماء الفاطميين بمصر ونائب لعبد الملك بن عطاش وخليفته، حيث كان ينشر الدعوة الشيعية الإسماعيلية في البلاد التي يسيطر عليها السلاجقة المسلمين، وقد اتخذ من قلعة ألموت الواقعة في مدينة رودبار بالقرب من نهر “شاه ورد” في فارس (إيران) مركزًا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته.

“قد يهمك: أفضل الأعمال في رمضان“

تأسيس جماعة الحشاشين

لم يكن هم حسن الصباح في تنقلاته القيام بنشر دعوته وكسب الأنصار فقط، بل أيضًا العثور على مكان مناسب له يحميه من مطاردة السلاجقة (حكام فارس والعراق وتركيا وأجزاء من سوريا وقتا)، حيث كان يبحث عن مكان مناسب يحوله لقاعدة لنشر دعاته وأفكاره، واستبعد المدن من خطته لانكشافها، ولم يجد أفضل من “قلعة أَلمُوت المنيعة”، والتي بنيت بطريقة معينة بحيث لا يكون لها إلا طريق واحد للوصول إليها، وهذا الطريق يلف على منحدر مصطنع (المنحدر الطبيعي هي صخور شديدة الانحدار وخطرة)، بالتالي فأي غزو لهذه القلعة سيكون مخاطرة كبيرة.

بقي حسن الصباح في هذه القلعة بقية حياته، حيث لم يخرج من القلعة مدة 35 سنة حتى وفاته، وكان غالب وقته يقضيه في القراءة ومراسلة الدعاة والقيام بتجهيز الخطط، وكان همه الأكبر كسب أنصار جدد والقيام بالسيطرة على قلاع أخرى، ولذلك استمر بإرسال الدعاة إلى القرى المحيطة المجاورة، كما كان يرسل المليشيات لأخذ القلاع من خلال الخدع الدعائية.

كان الحشاشون ينفذون هجماتهم بالأماكن العامة أمام الجميع، وذلك بهدف إثارة الرعب في قلوب الأشخاص العاديين فضلا عن الحكام والسلطات الحاكمة، ونفذ الحشاشون العديد من العمليات ضد الرموز والقيادات الهامة سواء المسلمة أو المسيحية (النصرانية)، والتي كانوا في خلاف وصراع دائم معها، ومن أشهر عملياتهم ضد النصارى القيام باغتيال المركيز الصليبي كونراد مونفيراتو، ملك بيت المقدس، وكان لك في سنة 1192م، حيث تسلل مٌغتالوه في زي رهبان مسيحيين.

تميزت جماعة الحشاشين باحتراف القتل والاغتيال لأهداف سياسية ودينية متعصبة، حيث قاموا بحركة اغتيالات واسعة، شملت كبار الشخصيات المناوئة للإسماعيليين سواء كانوا من الملوك أو قادة جيوش أو العلماء، وطالت أيضًا كل من يُظهر خصومة لهم، وقد حاولوا اغتيال السلطان صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس ومدمر الدولة الفاطمية عدة مرات.

من أبرز أفكار جماعة الحشاشين ومعتقداتهم: ضرورة وجود إمام معصوم يحكمهم ويكون من نسل نزار المستنصر بالله، والإيمان بفكرة التناسخ الكفرية، والإباحية المطلقة (الزنا). ولهم أتباع إلى الآن في كلًا من إيران وسوريا ولبنان واليمن والهند، وفي أجزاء من أواسط آسيا (Asia).

من هنا يمكنك التعرف بشكل كامل على عقائد الحشاشون.

“اطلع على: أثرياء الصحابة رضي الله عنهم”

“قد يهمك: فوائد صيام رمضان“

وفاة حسن الصباح

توفي حسن الصباح زعيم الحشاشين في عام 518 هـ الموافق 1124 م، وكانت الوفاة في قلعته، وقد اختلفت المصادر في تحديد مصير ذريته، فالمصادر الغربية وبعض المصادر العربية تذكر أنه قتل أولاده في حياته، لكن المصادر كلها أجمعت على أنه مات من غير جناية (يعني لم يُقتل)، وخلفه في الحكم بزرك أميد (برزجميد)، وقبل الوفاة كلف ناس بشئون الدعوة والإدارة وقيادة القوات الخاصة بالطائفة، كما طلب منهم القيام بالتعاون مع بعض حتى ظهور الإمام المستتر المزعوم ليتولى شؤون الطائفة بنفسه حيث كانوا يستخفون بعقول متبعيهم.

وفاة حسن الصباح كانت في 7 ربيع الثاني 518 هـ الموافق 23 مايو 1124 في قلعة ألموت.

في هذه المقالة، تعرفنا على من هو حسن الصباح كيف مات؟ وأهم 7 معلومات عنه، وكيف أسس طائفته الدموية، ومن هم الحشاشين؟ وفي النهاية ندعو الله تعالى أن يحفظنا من شر الفتن والضلال ومن شر دعاة الفتن والضلال.