مقاومة الأنسولين؛ أسبابها وأعراضها ومضاعفاتها وطرق علاجها
Insulin resistance
هرمون الأنسولين هو المسبب الأساسي لمقاومة الأنسولين، وتتعدد أعراض هذا المرض ويرتبط في بعض الأحيان بالعوامل الوراثية، ومن مضاعفاته مرض السكري النوع الثاني
مقاومة الأنسولين (Insulin resistance )؛ يصاب العديد من الأشخاص بمقاومة الأنسولين ذلك المرض الذي يجب العمل على علاجه قبل أن يتطور لمشاكل صحية أخرى. من المهم التعرف على الهرمون المسئول عن الإصابة بمقاومة الأنسولين، وهناك 5 أعراض هامة لهذا المرض تتوافر عند الكثيرين، وعند توافرها نرى مضاعفات متغيرة لمقاومة الأنسولين على كلًا من الرجال والنساء. تتنوع طرق التشخيص المستخدمة، ويتفاوت عدد الأدوية المستخدمة وأنواعها وتركيباتها حسب الحالة ومدى تأثرها بمضاعفات المرض.
قائمة المحتويات
هرمون الأنسولين
قبل التعرف على مقاومة الأنسولين، من الهام إلقاء الضوء على الهرمون المسئول عن الإصابة بها، وهو الأنسولين. يعد هذا الهرمون أساسي يفرز من البنكرياس، وفي الظروف الطبيعية يعمل بالشكل التالي:
- عند تناول الطعام يتكسر إلى جلوكوز (سكر) وهو الوحدة الأساسية للطاقة.
- يدخل الجلوكوز الدم، مما يحفز البنكرياس على إفراز الأنسولين.
- يساعد الأنسولين الجلوكوز ليدخل إلى خلايا العضلات والكبد لاستهلاكه لتوليد الطاقة، أو تخزينه لوقت لاحق.
- عند انخفاض معدل الجلوكوز في الدم فإنه يوجه البنكرياس للتوقف عن إفراز المزيد من الأنسولين.
ما هي مقاومة الأنسولين؟
مقاومة الأنسولين هي قلة تحسس الخلايا لوجود الجلوكوز في الدم وعدم قدرة الأنسولين على حمل الجلوكوز داخل الخلايا، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، وبالتالي حث البنكرياس على إفراز كمية أكبر من الأنسولين في محاولة لتعويض قلة تحسس الخلايا له.
طالما يستطيع البنكرياس إفراز الأنسولين بشكل يتناسب مع كمية الجلوكوز وقدر تحسس الخلايا، سيظل معدل الجلوكوز في الدم في المعدل الطبيعي. لكن في حالة فرط تحسس الخلايا، يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم مما قد يؤدى بعد فترة إلى الإصابة بما قبل السكري أو داء السكر من النوع الثاني.
أسباب هذه المشكلة
السبب الرئيسي لمقاومة الأنسولين غير معروف، ولكن يرجح العلماء بشكل كبير العلاقة الوطيدة بين مقاومة الأنسولين وكلًا من:
- زيادة الوزن، وزيادة الدهون الحشوية خاصة في منطقة البطن، وزيادة مقياس الوسط عن 6.101 سم للرجال، أو 9.88 سم للنساء حتى وإن كان الشخص يتمتع بمؤشر كتلة جسم طبيعي يعد ذلك من أهم أسباب الإصابة بمقاومة الأنسولين.
- على نحو آخر زيادة الدهون الحشوية يفرز الهرمونات المسببة للالتهابات طويلة الأمد، هذه الالتهابات تلعب دورًا رئيسيًا في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، أو بعض أمراض القلب والأوعية الدموية.
- عدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم، مما يساعد في زيادة الوزن وبالتالي الإصابة بمقاومة الإنسولين.
5 أعراض لمقاومة الأنسولين
في الغالب ما تكون مقاومة الأنسولين بدون أعراض واضحة، ولكن يتم ملاحظتها خلال فحص الدم أو الفحص السنوي، وهذه الأعراض هي التالي:
- علامات أو بقع صبغية على الجلد تسمى “شوكانتسيس نيغريكان”.
- مستوى الجلوكوز أثناء الصيام يساوي أو يزيد عن 100 ملليجرام لكل ديسيلتر، ومستواه بعد الطعام بساعتين يساوي أو يزيد عن 140 ملليجرام لكل ديسيلتر.
- قياس فحص السكر التراكمي في الدم (HbA1c) ما بين 6.3 إلى 7.5%.
- قياس الدهون الثلاثية (triglycerides) صائم أكثر من 150 مليجرام لكل ديسيلتر.
- قياس البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) للرجال أقل من 40 ملليجرام لكل ديسيليتر، وأقل من 50 ملليجرام لكل ديسيلتر للسيدات، مما يسبب تصلب الشرايين.
تشخيص مقاومة الأنسولين
تشخيص مقاومة الأنسولين ليس بالأمر السهل، فيجب على الطبيب اعتبار العديد من العوامل التي تؤثر في تقييم الحالة مثل:
- التاريخ العائلي، إصابة أحد الأبوين، أو الإخوة بداء السكري.
- التاريخ المرضي: الإصابة السابقة بسكري الحمل، أو أمراض القلب.
- الإصابة بالضغط المرتفع، أو الكوليسترول المرتفع. بالنسبة للسيدات نزيد عن ذلك الإصابة بتكيس المبايض (PCO).
- الفحص السريري: لتحديد الوزن ومحيط الخصر.
- التحاليل الطبية.
- الأعراض السابق ذكرها.
- تناول أنواع معينة من العقاقير، وذلك مثل: الجاليكورتيكويد، بعض أنواع مضادات الذهان، بعض أدوية فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
- الاضطرابات الهرمونية مثل متلازمة كوشينغ.
- اضطرابات النوم، وخاصة توقف التنفس أثناء النوم.
“تعرف على: أنواع الجلطات“
مضاعفات مقاومة الأنسولين
يمكن أن تؤدي المضاعفات الأيضية لمقاومة الأنسولين لعدة مشاكل صحية تتمثل فيما يلي:
- الارتفاع الحاد لسكر الدم.
- بسبب مرض السكري يمكن الإصابة بتلف الأعصاب، والعين.
- ارتفاع ضغط الدم (القاتل الصامت).
- السمنة الحشوية.
- ارتفاع حمض اليوريك، مما يؤدي لتلف الكليتين.
- الكبد الدهني الذي إذا لم يتم عالجه يمكن أن يسبب تليف الكبد ويؤدي لفشله.
“قد يهمك: عادات ليلية تسبب زيادة الوزن“
علاج مقاومة الأنسولين
في يخص علاج هذه المشكلة الصحية فيكون من خلال الخطوات التالية:
- يبدأ علاج مقاومة الأنسولين من تغير أسلوب الحياة، واتباع نظام صحي يتيح لصاحبه التمتع بوزن يندرج في المعدل الطبيعي
- اتباع نظام غذائي صحي: وذلك بالابتعاد عن تناول كميات مفرطة من الكربوهيدرات والدهون المشبعة والسكريات واللحوم الحمراء والنشويات المصنعة؛ لأنها تحفز إفراز كميات كبيرة من الأنسولين، وتعويض هذا بتناول كميات أكبر من الحبوب الكاملة، والخضروات، والفاكهة، والأسماك.
- ممارسة النشاط البدني المتوسط الشدة لأنه يساعد على زيادة استهلاك الجلوكوز المخزن، وتزيد من تحسس الخلايا للأنسولين بنسبة 40%.
لعدم وجود دواء لعالج مقاومة الأنسولين، يعتمد الأطباء على أدوية لعالج حالات متزامنة، مثل:
- علاج الضغط المرتفع.
- علاج السكري (ميتفورمين).
- علاج الكوليسترول الضار.
ما هو الميتفورمين؟
يعتبر الميتفورمين الختيار الأول للأطباء مع اتباع النظام الغذائي المناسب وممارسة الرياضة، فهو يمكن أن يسيطر على أعراض مقاومة الأنسولين ويقلل من مخاطر التطور للسكري النوع الثاني. يعمل الميتفورمين على زيادة تحسس الخلايا للأنسولين، وبالتالي يقلل مستوى الجلوكوز بالدم، ويحد من إفراز الأنسولين الزائد. على نحو آخر، يقلل من إفراز الجلوكوز الطبيعي من الكبد. يتوافر الميتفورمين (Metformin) في سوق الدواء المصري والعربي بمسميات تجارية وتركيزات مختلفة مثل جلوكوفاج بتركيزاته المختلفة، واموفاج، وسيدوفاج وغيرها.
الجليتازون (glitazone) هي مجموعة دوائية أخرى يُستخدم إما بمفرده أو بالاشتراك مع الميتفورمين. تزيد هذه المجموعة من حساسية الأنسولين، وغالبًا ما تكون الأعراض الجانبية للجهاز الهضمي أقل من الميتفورمين. لكن على عكس الميتفورمين يمكن أن يسبب زيادة الوزن؛ بسبب احتباس السوائل.
“تعرف على: الوقاية من مرض السكري“
الوقاية من هذه المشكلة
إليك في التالي بعض النصائح العامة للوقاية من مقاومة الأنسولين:
- يجب تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على كميات معتدلة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون الصحية.
- يُفضل تجنب الأطعمة الغنية بالسكر والدهون المشبعة.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ لكونها تساعد في تحسين حساسية الجسم للأنسولين. لذا، حاول ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة إلى المعتدلة مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا.
- عليك الحفاظ على وزن صحي؛ فهو يساعد في تقليل مخاطر مقاومة الأنسولين، وإذا كنت تعاني من زيادة في الوزن، فمن المهم التركيز على خفض الوزن بطرق صحية من خلال التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم.
- تجنب الإجهاد الزائد: اعلم أن الإجهاد المستمر يمكن أن يؤثر سلبًا على حساسية الجسم للأنسولين.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- البعد عن تناول الكحول.
بعد أن عرضنا لكم مقاومة الأنسولين من حيث أسبابها وأعراضها ومضاعفاتها وطرق علاجها، يمكننا القول أنها حالة تحدث عندما يتعذر على الجسم استخدام الأنسولين بشكل فعال لتنظيم مستويات السكر في الدم، وقد يكون للعوامل الوراثية والسلوكية والبيئية دورًا في تطوير مقاومة الأنسولين. إذا كنت مصاب بهذه المشكلة، فمن الهام اتباع تعليمات الطبيب للتخلص منها والمنع من مضاعفاتها الخطيرة.
مقال حلو اوى اوى