مشكلة دهون البطن؛ مع التعرف على مفهوم الدهون

مشكلة دهون البطن (The problem of fat in the abdomen)؛ يعاني الكثير من الأشخاص من مشكلة تراكم الدهون في منطقة البطن أكثر من غيرها من مناطق الجسم، ويجدون صعوبة في القضاء على هذه المشكلة؛ ويرجع ذلك لبعض الأسباب التي ينتج عنها تراكم الدهون في منطقة البطن، وسوف نوضح في هذا المقال مفهوم الدهون، مع التعرف على مصادرها ووظائفها وأنواعها، مع ذكر أهم 10 أسباب لها، وكذلك التعرض لأضرارها وطرق التخلص منها.

مفهوم الدهون ومصادرها

قبل التعرف على مشكلة دهون البطن يلزم في البداية إلقاء الضوء على مفهوم الدهون ومصادرها وأنواع الدهون في الجسم. مفهوم الدهون: هي “مجموعة مركبات مكونة من أحماض دهنية، ويمكن أن تكون هذه الأحماض غير مشبعة أو مشبعة”.

فيما يخص مصادر الدهون، للدهون مصدران:

• دهون حيوانية، ومن أمثلة مصادر الدهون الحيوانية: لحوم الحيوانات المختلفة مثل الأبقار والأسماك ومنتجات الألبان والزيوت المستخلصة من بعض الحيوانات.
• دهون نباتية، ومن أمثلة مصادر الدهون النباتية: الزيوت المستخلصة من بعض النباتات والأعشاب مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند.

“قد يهمك: فوائد الكروميوم للتخسيس“

أنواع الدهون في الجسم

فيما يخص أنواع الدهون في الجسم، سنجد أن هناك ثلاثة أنواع للدهون هي:

1. الدهون المشبعة (Saturated fat).
2. الدهون المتحولة (Trans fats).
3. الدهون غير المشبعة (Unsaturated fats).

وظائف الدهون

تقوم الدهون بالوظائف التالية:

• تساعد في امتصاص الفيتامينات من الطعام.
• تساعد على تكوين الهرمونات في الجسم.
• تنظم درجة حرارة الجسم.
• تحمي الأعضاء الداخلية من الأخطار الخارجية مثل الحركات والصدمات المفاجئة.
• تمنح الجسم الطاقة اللازمة.

“قد يهمك: التحكم بالوزن“

أهم 10 أسباب لزيادة نسبة الدهون في البطن

هنا نوضح لك عزيزي القارئ أهم أسباب زيادة نسبة الدهون في البطن التي يجب عليك تلافيها لمنع حدوث هذه المشكلة، وأيضًا سوف يساعدك معرفة هذه الأسباب في رحلة التخلص من الكرش:

1 – تناول الطعام بصورة غير منتظمة

ذهبت بعض الدراسات الطبية إلى أن التضارب في مواعيد الطعام ينتج عنه عدة آثار سلبية على جسم الإنسان، ومن هذه الآثار زيادة نسبة الدهون في منطقة البطن، وذلك بغض النظر عن صنف الطعام أو كميته، وأكدت بعض الدراسات أيضًا أن تناول الطعام في توقيت غير معتاد يؤدى إلى اضطراب في عملية التمثيل الغذائي وعملية الأيض (metabolism) لدى الإنسان.

2 – عامل السن

يمكن لتقدم العمر أن يلعب دوراً في نقص الكتلة العضلية في الجسم وبالتالي يؤدي إلى التقليل من سرعة استهلاك الجسم للسعرات الحرارية، مما يؤدي إلى تعويض الكتلة العضلية هذه بالدهون وخاصة في منطقة البطن، ويؤدى انخفاض هرمون التستوستيرون عند الرجال بعد سن الأربعين إلى زيادة كمية الدهون في الجسم؛ لأن هرمون التستوستيرون يساعد على بناء العضلات التي تؤدى بدورها إلى سرعة استهلاك الجسم للسعرات الحرارية.

كما قد يرجع تكون الدهون في الجسم إلى بعض التغيرات الفسيولوجية عند النساء، مثل انقطاع الطمث، ومن المعلوم أن انقطاع الطمث يحدث في بعد سن الأربعين أو حدوث تغير في الهرمونات خلال فترة الحمل.

3 – عوامل وراثية

قد تنتقل مشكلة تكون الدهون في الجسم وخاصة في منطقة البطن من الآباء إلى الأبناء، وقال الدكتور محمد جودة أخصائي السمنة والنحافة: أن توزيع الدهون في الجسم يرجع إلى عوامل جينية، وغالبا تجد مناطق تراكم الدهون في منطقة البطن. كما أثبتت بعض الدراسات في الآونة الأخيرة أن الجينات تلعب دورا رئيسيًا في تكون الدهون في الجسم.

كما أن نقص أو زيادة بعض الهرمونات المسؤولة عن إرسال إشارات عصبية إلى المخ بالشعور بالشبع أو الجوع، يؤدى إلى تراكم الدهون في الجسم مثل هرمون اللبتين (Leptin Deficiency) وجين برو بيوميلانوكورتين (Proopiomelanocortin Deficiency) وجين (MC4R)، وغالبًا ما يكون الأطفال هم الأكثر إصابة بالنقص في هذا الجين.

4 – عادات غذائية خاطئة

ينصح المختصون بضرورة عدم الإكثار من تناول الأطعمة التي تساعد على تكوين الدهون في الجسم أو التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون، مثل النشويات والحلويات والمخبوزات والأسماك المعلبة والأطعمة الغنية بالزيوت المهدرجة؛ حيث إنها تؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم، وخاصة في منطقة البطن.

كما أن تناول الطعام بسرعة يعد سبب من أسباب تكون الدهون في الجسم؛ لأن الجسم يحتاج الوقت لإرسال إشارات الشبع إلى الدماغ، وبالتالي يمكن للأشخاص الذين يتناولون الطعام بسرعة أن يتناولوا كمية طعام أكثر مما يحتاجه الجسم قبل الشعور بالشبع.

كما أن عدم تناول كميات كافية من البروتين أحد أسباب تكون الدهون في الجسم؛ فهي تساعد بدورها في إنتاج هرمونات الشعور بالشبع وتقليل هرمونات الشعور بالجوع وكذلك المحافظة على تعزيز عملية التمثيل الغذائي والحفاظ على كتلة العضلات.

5 – الكسل أو قلة الحركة

يعاني أصحاب الأعمال التي لا تحتاج جهد بدني من مشكلة تراكم الدهون في الجسم وخاصة بمنطقة البطن؛ لذا ينصح المختصون بضرورة ممارسة تمارين حرق الدهون يوميا. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية يمكن أن يؤدي نمط الحياة المستقرة والكسل إلى مشكلات صحية خطيرة، من ضمنها مشكلة زيادة نسبة الدهون في الجسم.

“قد يهمك: أرخص مصادر البروتين لكمال الأجسام“

6 – حاجة الجسم للماء

تحتاج عملية الأيض إلى توافر كميات كبيرة من الماء لأنه يعد المحرك الرئيسي لها، حيث أكد المختصون أن الأشخاص الذين يشربون كميات قليلة من الماء يوميا يصبحون أكثر عرضة لزيادة نسبة الدهون في منطقة البطن.

7 – عدم تنظيم وقت النوم

قلة النوم أو زيادته مرتبط ارتباطا وثيقا بتكون الدهون في الجسم؛ حيث يمكن أن يؤدي النوم أقل من 6 ساعات يوميًا أو أكثر من 9 ساعات إلى زيادة تجمع دهون الجسم وخاصة منطقة البطن؛ ويرجع ذلك إلى عدة عوامل مثل التغيرات الهرمونية وغياب دافع ممارسة الرياضة، كما أن قلة النوم قد تؤدى إلى إتباع عادات غذائية غير صحية ينتج عنها زيادة نسبة الدهون في البطن.

8 – الإجهاد والتوتر المستمر

الإجهاد والتوتر المستمر يؤدى إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول الذي يؤثر بدوره على عملية الأيض مما يساعد على تكون الدهون في الجسم وخاصة في منطقة البطن، وقد أكد ذلك دراسة طبية أجرتها مجموعة بحثية بريطانية بقيادة Sarah Jackson.

قالت الدراسة أنه “عندما يشعر الإنسان بالتوتر يبدأ الجسم في إفراز هرمون الكورتيزول وهو ما يؤدي لزيادة مستويات هذا الهرمون في الجسم، وينتج عن ذلك زيادة نسبة الدهون في الجسم”؛ وهذا لأن هرمون الكورتيزول يشارك في العديد من العمليات الحيوية من بينها عملية الأيض، وتركيبة الجسم، وتكوين الدهون في الجسم، وأضافت أيضًا أنه “عندما ينتابنا الشعور بالتوتر قد لا نستطيع مقاومة الأطعمة غير الصحية أو التحمس لممارسة الرياضة”.

9 – عادة التدخين من أسباب The problem of fat in the abdomen

يعد التدخين من الأسباب المباشرة المؤدية إلى تكون الدهون في الجسم؛ حيث أنه يؤدى إلى زيادة مستويات الكوليسترول الضار (LDL) ويقلل من الكوليسترول الجيد (HDL)، وتقول الدكتورة صفاء عمر عبد الفضيل أخصائية علاج أمراض السمنة والنحافة أن التدخين بكافة أنواعه من أهم أسباب تكون الدهون وزيادة نسبتها في الجسم.

أجريت دراسة طبية في بغداد عام 2012 على 150 عينة من المدخنين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين (25-50) سنة لدراسة مدى تأثير التدخين على تكون الدهون في الجسم، وقد أدت هذه الدراسة إلى أن للتدخين تأثير مباشر على تكون الدهون في الجسم. تذكر أن أضرار التدخين قاتلة للغاية.

10 – عدم ممارسة الرياضة

يؤدى عدم ممارسة التمارين الرياضية إلى تكون الدهون في الجسم ولا سيما في منطقة البطن؛ لأن الرياضة تساعد على بناء الكتلة العضلية في الجسم، وكذلك تساعد على حرق الدهون إلى جانب فوائد الرياضة الأخرى، وقالت الدكتورة مريم حسام الإبراشي استشاري العلاج الطبيعي أن هناك بعض التغيرات الفسيولوجية التي قد تطرأ على الجسم عند التوقف عن ممارسة الرياضة مثل: الانقباض في حجم العضلات وتكون الدهون حولها.

مخاطر الدهون على صحة الإنسان

تؤدي زيادة نسبة الدهون في الجسم إلى عدد من المشاكل الخطيرة للإنسان، حيث تشمل مخاطر الدهون على صحة الإنسان التالي:

• سرطان القولون والثدي.
• النوع الثاني من مرض السكرى (زيادة السكر في الدم).
• ارتفاع ضغط الدم.
• السكتة الدماغية.
• أمراض القلب والشرايين.
• ارتفاع نسبة الكولسترول في الجسم.
• كما أن زيادة وزن الجسم من مخاطر الدهون على صحة الإنسان.

“اطلع على: أفضل رجيم سريع جدا للبطن“

طرق التخلص من مشكلة دهون البطن

بعد معرفة مخاطر الدهون على صحة الإنسان، هنا نذكر لك عزيزي القارئ أهم طرق سهلة وفعالة للتخلص من دهون البطن. للتخلص من دهون البطن والدهون الحشوية التي تحيط بالأعضاء يلزم التالي:

• التخلص من دهون البطن يتطلب إتباع نظام غذائي صحي:

التخلص من دهون البطن يتطلب اتباع نظام غذائي صحي وأكل لا يضرك ولا يسبب لك السمنة. تناول الوجبات في أوقات منتظمة، يساعد الجسم على حرق السعرات الحرارية، وقد ثبت أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات مفيد في حرق السعرات الحرارية والتخلص من مشكلة دهون البطن. يمكن أن يساعد تناول الغداء في أوقات منتظمة أيضًا على إزالة الكرش الزائد من المعدة.

• ممارسة الرياضة يوميًا من النصائح للتخلص من دهون البطن:

يعد التمرن أمر ضروري للتخلص من دهون البطن، حيث يمكن أن يكون الذهاب في نزهة سريعة أو الركض أو ممارسة المشي في المنزل أو أي شكل آخر من أشكال النشاط البدني مفيدًا في هذه العملية. بالإضافة لذلك، من المهم استشارة أخصائي لتحديد نوع النشاط البدني والنظام الغذائي الأفضل لك.

يمكنك ممارسة تمارين الكارديو (السباحة، وركوب الدراجات، والقفز على الحبل، والمشي السريع) مع القيام بتمارين القوة (حمل الأثقال والقرفصاء).

• تجنب الإجهاد والتوتر أمر هام عند التخلص من دهون البطن:

يعد تجنب التوتر جزءًا أساسيًا من التخلص من دهون البطن، حيث أظهرت الدراسات الحديثة أن الإجهاد يتسبب في إفراز هرمون الكورتيزول المرتبط بزيادة الشهية وانخفاض مستويات السكر بالدم، وهذا يعني أنه من أجل إنقاص دهون البطن، يجب على المرء أن يجد طرقًا لتقليل التوتر ومصادره. يمكنك هنا معرفة كيفية التخلص من الضغط النفسي والتوتر.

• الحصول على قسط كافي من النوم:

الحصول على قسط كافي من النوم ضروري أيضًا لأي شخص يحاول التخلص من دهون البطن، حيث أظهرت الدراسات أن الحصول على ما لا يقل عن 5 ساعات من النوم المستمر أمر حيوي لزيادة معدل الحرق، والأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم هم الأكثر عرضة لاكتساب المزيد من دهون البطن على مدى 5 سنوات مقارنة بالأشخاص الذين يحصلون على قسط كافٍ من الراحة.

• الإقلاع عن التدخين:

الإقلاع عن التدخين خطوة مهمة أيضًا عندما يتعلق الأمر بالتخلص من دهون البطن، فقد أظهرت الدراسات أن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يؤدي إلى إمكانية تقليل دهون البطن والوزن الإجمالي مع انخفاض كبير في خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان وأمراض القلب.

• شرب الماء بصورة كافية للجسم هام عند التخلص من شحوم البطن:

شرب الماء أحد نصائح تساعد على إنقاص الوزن. من المهم أيضًا شرب الكثير من الماء، اشرب على الأقل 3 لترات يوميًا، للتخلص من السموم وتنشيط الدورة الدموية وزيادة التمثيل الغذائي، ودعم عملية التخلص من دهون معدتك.

• نصائح أخرى للتخلص من دهون البطن عند النساء والرجال:

من المهم أيضًا تجنب تجنب السكر والمشروبات السكرية، والتركيز على تناول الكثير من الألياف الغذائية القابلة للذوبان مع تناول المزيد من البروتين. كما يفيد الصيام المتقطع في مشكلة دهون البطن. كما يمكنك تجربة وصفات للتخلص من الكرش.

“اقرأ أيضا: نصائح تساعد على إنقاص الوزن“

أهم الأسئلة الشائعة حول مشكلة دهون البطن

نجيب هنا عن أهم الأسئلة حول مشكلة دهون البطن التي هي مشكلة مستعصية وقبيحة لكثير من الناس، وهي كما يلي:

كثيرا ما نسمع عبارة زيادة الشيء عن حده ينقلب ضده، وهذا ما ينطبق على مشكلة دهون البطن “The problem of fat in the abdomen” التي تعرفنا عليها وذكرنا أهم 10 أسباب لها. بالرغم من وجود عدة فوائد للدهون مثل حماية الأعضاء الداخلية من تأثير الحركات المفاجئة والصدمات الخارجية، وتنظيم درجة حرارة الجسم، ومنحه الطاقة اللازمة، والمساعدة في عملية امتصاص الفيتامينات من الطعام، وتكوين الهرمونات في الجسم، إلا أنها إذا زادت نسبتها تتسبب في مشكلات صحية خطيرة.