مرض ارتفاع ضغط الدم؛ أهم 3 أعراض له وأسبابه وطرق علاجه المتاحة

مرض ارتفاع ضغط الدم؛ أهم 3 أعراض له وأسبابه وطرق علاجه المتاحة

يعاني الكثير من الناس من مرض ضغط الدم المرتفع (Hypertensive disease)، إذ إنه من الأمراض المزمنة والمنتشرة بشدة؛ وعلى الرغم من ذلك فإن العديد من المرضى لا يشعرون بأية أعراض، ويتطور مرض ضغط الدم المرتفع بمرور السنوات دون ظهور أية أعراض على المريض.

يزيد ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط من خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية. لحسن الحظ فإنه يمكن اكتشاف هذا المرض بسهولة بمجرد قياس ضغط الدم، ومن ثم يمكن علاجه بطريقة صحيحة بواسطة الطبيب المختص؛ لذا يجب الالتزام بالفحوصات الدورية للكشف المبكر عن المرض وعلاجه.


تعريف مرض ضغط الدم المرتفع

يحدث مرض ضغط الدم المرتفع عندما تكون قوة الدم على المدى الطويل ضد جدران الشرايين مرتفعة بدرجة كافية لدرجة أنها قد تتسبب في النهاية في مشاكل صحية، مثل أمراض القلب.

يحدد ضغط الدم من خلال كمية الدم التي يضخها القلب ومقدار مقاومة تدفق الدم في الشرايين بواسطة جدران الشرايين؛ فكلما زاد ضخ الدم من القلب وقل اتساع الشرايين، ارتفع ضغط الدم.


قيم قياس ضغط الدم الطبيعي

صورة بها شخ يقيس ضغط دمه ضمن الحديث عن قيم قياس ضغط الدم الطبيعي

توجد قيمتان أو رقمان لقياس ضغط الدم الطبيعي وهما:

  • ضغط الدم الانقباضي (systolic pressure): هو الرقم العلوي ويعبر عن ضغط وقوة اندفاع الدم مقابل جدران الشرايين أثناء انقباض عضلة القلب، ويكون قياسه 120 ملم زئبق.
  • ضغط الدم الانبساطي (diastolic pressure): هو الرقم السفلي ويعبر عن ضغط وقوة اندفاع الدم في مقابل جدران الشرايين أثناء انبساط عضلة القلب، وقياسه يكون 80 ملم زئبق.

“قد يهمك: أفضل فاكهة لتنزيل الضغط


قيم قياس ضغط الدم المرتفع

صورة بها طبيب يقوم بقياس الضغط لشخص ضمن الحديث عن قيم قياس ضغط الدم المرتفع

في حالة ارتفاع ضغط الدم فإن قيم القياس تكون أعلى من قيم قياس ضغط الدم الطبيعي، ولكن تصنف هذه القيم إلى عدة مراحل:

  • المرحلة الأولى (Elevated blood pressure):

يتراوح ضغط الدم الانقباضي في هذه المرحلة من 120 إلى 129 ملم زئبق، بينما يكون ضغط الدم الانبساطي أقل من أو يساوي 80 ملم زئبق، وتسمى هذه المرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم.

  • المرحلة الثانية (Stage 1 hypertension):

فيها يتراوح ضغط الدم الانقباضي من 130 إلى 139 ملم زئبق، بينما يتراوح ضغط الدم الانبساطي من 80 إلى 89 ملم زئبق.

  • المرحلة الثالثة (Stage 2 hypertension):

فيها يكون قياس ضغط الدم الانقباضي 140 ملم زئبق أو أكثر، بينما يكون قياس ضغط الدم الانبساطي 90 ملم زئبق أو أكثر، وهي المرحلة الأشد خطورة بين الثلاث مراحل.

  • أزمة ارتفاع ضغط الدم (Hypertensive crisis):

يعد قياس ضغط الدم الأعلى من 180/120 ملم زئبق حالة طارئة تتطلب رعاية طبية عاجلة، وإذا شعر المريض أيضاً بألم في الصدر، أو مشاكل في الرؤية، أو صعوبة في التنفس، أو ضعف وخدر؛ فإنها من علامات النوبة القلبية أو السكتة الدماغية ولا بد فيها من إسعاف المريض على الفور.

  • ضغط الدم المرتفع الانقباضي (Isolated systolic hypertension):

فيه يكون ضغط الدم الانقباضي أعلى من 140 ملم زئبق، بينما يكون ضغط الدم الانبساطي أقل من 90 ملم زئبق، وهو النوع الأكثر شيوعاً بين كبار السن؛ إذ يصيب حوالي 15% من المرضى كبار السن، ويحدث نتيجة للإصابة بأمراض الغدة الدرقية، وأمراض الكلى المزمنة، وأمراض الأوعية الدموية الطرفية، وقصور الشريان الأورطي، ومرض السكري.

  • ضغط الدم المرتفع الانبساطي (Diastolic hypertension):

فيه يكون ضغط الدم الانقباضي في معدله الطبيعي ولكن يكون ضغط الدم الانبساطي أعلى من 80 ملم زئبق، وهو النوع الأقل شيوعاً ويحدث نتيجة لارتفاع معدلات الصوديوم أو السمنة أو نقص النشاط البدني.

“تعرف على: أفضل أطعمة تخفض ضغط الدم


أسباب مرض ارتفاع ضغط الدم

هناك نوعان رئيسيان من مرض ضغط الدم المرتفع ولكل منهما سبب مختلف كما يلي:

ارتفاع ضغط الدم الأولي (Primary hypertension)

في هذا النوع يتطور ضغط الدم المرتفع بمرور السنوات؛ كما أنه النوع الأكثر انتشاراً بين مرضى ضغط الدم المرتفع، ورغم أن السبب الرئيسي لحدوثه غير معلوم إلا أن هناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً كبيراً في ظهور هذا النوع. سبب ارتفاع ضغط الدم هو:

  • العوامل الوراثية.
  • التقدم في العمر.
  • السلالة.
  • السمنة وزيادة الوزن.
  • تناول الكحوليات بكثرة.
  • مرض السكري.
  • تناول الصوديوم بكثرة في الطعام.

ارتفاع ضغط الدم الثانوي (Secondary hypertension)

هذا النوع يحدث ويتطور بسرعة؛ كما أنه أخطر من النوع الأول، وهناك العديد من العوامل أو الحالات التي من الممكن أن تسبب ضغط الدم المرتفع الثانوي منها:

  1. أمراض الكلى المزمنة.
  2. اضطرابات الغدة الدرقية أو الغدة الكظرية.
  3. توقف التنفس أثناء النوم.
  4. العيوب الخلقية في القلب.
  5. الآثار الجانبية للأدوية.
  6. استخدام العقاقير المحظورة.
  7. بعض أورام الغدد الصماء.

أعراض ضغط الدم المرتفع

صورة بها أجهزة طبية لقياس ضغط الدم ضمن الحديث عن أعراض ضغط الدم المرتفع

لا يعاني معظم المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم من أعراض أو علامات إذ إنه مرض صامت؛ بالرغم من الارتفاع الشديد لضغط الدم لديهم في كثير من الأحيان.

من المحتمل أن يعاني المصابين بمرض ضغط الدم المرتفع من:

  • الصداع الشديد.
  • احمرار الوجه.
  • ضيق التنفس.
  • نزيف الأنف.
  • مشكلات في الرؤية.
  • ألم في الصدر.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • ظهور دم في البول.

لكن هذه الأعراض غير محددة، وفي الغالب لا تظهر إلا عند وصول ضغط الدم إلى مستويات مرتفعة غاية في الخطورة وتهدد الحياة.

“قد يهمك: ارتفاع ضغط الدم الرئوي


مضاعفات ضغط الدم المرتفع

يتسبب مرض ضغط الدم المرتفع في حدوث أضرار جسيمة للقلب؛ إذ أنه يسبب تصلب الشرايين؛ مما يقلل من تدفق الدم والأوكسجين إلى القلب. يؤدي هذا الضغط المرتفع وانخفاض تدفق الدم إلى حدوث مضاعفات مثل:

  1. آلام بالصدر فيما يعرف بالذبحة الصدرية.
  2. نوبة قلبية؛ والتي تحدث عندما يمنع وصول الدم إلى القلب ونتيجة إلى ذلك تموت خلايا عضلة القلب بالتدريج.
  3. قصور القلب؛ والذي يحدث عندما لا يستطيع القلب ضخ ما يكفي من الدم والأوكسجين لأعضاء الجسم الحيوية الأخرى.
  4. عدم انتظام ضربات القلب؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى الوفاة المفاجئة.
  5. سكتة دماغية؛ والتي تحدث عند انسداد أو انفجار الشرايين التي تزود الدماغ بالدم والأوكسجين.
  6. فشل كلوي.

“اقرأ أيضًا: تورم القدمين


ارتفاع ضغط الدم للحامل

تعاني بعض السيدات الحوامل من مرض ضغط الدم المرتفع أثناء الحمل؛ وهذا يتطلب المتابعة المستمرة عن قرب ليمكن السيطرة على ضغط الدم؛ وينقسم ارتفاع ضغط الدم للحامل إلى ثلاثة أقسام:

  1. مرض ضغط الدم المرتفع في الحمل: يبدأ بعد 20 أسبوع من الحمل، وغير مضر بالأم أو الطفل، ولكن يزول بعد 12 أسبوع من الولادة.
  2. مرض ضغط الدم المرتفع المزمن: يبدأ قبل الأسبوع العشرين من الحمل، ومن الممكن أن يؤدي إلى تسمم الحمل.
  3. تسمم الحمل: هو زيادة مفاجئة في ضغط الدم بعد الأسبوع العشرين من الحمل؛ ومن الممكن أن يؤدي إلى تلف بعض الأعضاء مثل الكبد أو الكلى؛ وتشمل علاماته وجود بروتين في البول وارتفاع شديد في ضغط الدم.

إذا لم نتمكن من السيطرة على ضغط الدم أثناء الحمل فمن الممكن حدوث مضاعفات مثل:

  • قلة تدفق الدم إلى المشيمة.
  • انفصال المشيمة.
  • انخفاض نمو الجنين.
  • الولادة المبكرة.
  • إصابة أعضاء الأم الأخرى.

“اطلع على: أسباب كثرة النوم والخمول المفاجئ عند النساء


ارتفاع ضغط الدم المؤقت

هو ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم؛ نتيجة لحدوث توتر أو مواقف عصبية ويزول بزوال هذا التوتر؛ إذ يعود ضغط الدم لقياسه الطبيعي. مع ذلك، فإن الارتفاعات المتكررة والمؤقتة في ضغط الدم قد تؤدي إلى إتلاف الأوعية الدموية والقلب والكليتين بطريقة مشابهة لارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل. لذلك يجب القيام بتمارين للتخلص من التوتر؛ مثل تمرين التنفس، والقيام بالأنشطة الرياضية، وأخذ قسط كافي من النوم.


العلاج لهذه المشكلة الصحية

يشمل علاج مرض ضغط الدم المرتفع محورين متوازيين وهما تغيير نمط الحياة، بالإضافة إلى ذلك تناول الأدوية المناسبة للمريض، وذلك كما يلي:

تغيير نمط الحياة ضمن علاج مرض ضغط الدم المرتفع

يتضمن تغيير نمط الحياة التالي:

  • تقليل كمية الملح في الطعام.
  • اتباع نظام غذائي صحي
  • إنقاص الوزن في حالات السمنة.
  • ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام.
  • التقليل من الكافيين (Caffeine).
  • الامتناع عن التدخين.

تناول الأدوية المناسبة

غالباً ما يوصي الأطباء في بداية علاج مرض ضغط الدم المرتفع بجرعة منخفضة من الأدوية؛ لما لها من آثار جانبية طفيفة، وقد يحتاج المريض إلى الجمع بين نوعين أو أكثر من الأدوية للتحكم في ضغط الدم، وتشمل أدوية مرض ضغط الدم المرتفع ما يلي:

  • مدرات البول؛ وتشمل الثيازيدات والكلورثاليدون والإنداباميد.
  • حاصرات بيتا وحاصرات ألفا.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم.
  • مثبط الأدرينالين الطرفي.
  • موسعات الأوعية الدموية.
  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين.

تعرفنا في هذه المقالة على مرض ضغط الدم المرتفع؛ حيث تناولنا أهم 3 أعراض له وأسبابه المختلفة وطرق علاجه المتاحة. يجب العلم أن المتابعة الدورية تظل في غاية الأهمية للكشف عن مرض ارتفاع ضغط الدم “Hypertensive disease” وغيره من الأمراض في بدايتها وعلاجها بطريقة صحيحة والوقاية من حدوث مضاعفات، وفي الختام ندعو الله تعالى الشافي بالشفاء لكل المرضى.

 

تابع موقعنا

إغلاق