الإجهاد العقلي؛ وآثاره على الصحة الجسدية والنفسية للإنسان
mental stress
الإجهاد العقلي؛ ما المقصود بالإجهاد أو الإرهاق العقلي؟ وما الأسباب التي تؤدي لإصابة الشخص به؟ تعرف على الآثار السلبية له التي تصيب الإنسان، وما طرق العلاج؟
الإجهاد العقلي أو الإرهاق العقلي؛ يفقد الإنسان جزءًا كبيرًا من طاقته بعد يوم عمل طويل وراء المكتب، ويفقد الرغبة في مشاهدة التلفاز أو حتى تناول الوجبات الجاهزة، رغم أنه لم يبذل أي جهد يُذكر عدا عن الجلوس طوال اليوم. إذن، لماذا يشعر بالإجهاد كأي شخص يبذل جهدًا بدنيًا في عمله؟ تتضاعف أعداد من يعانون من الإجهاد والثقل العقلي، فإذا كنت تعاني من هذه المشكلة وتبحث عن طريقة لتحسين أدائك العقلي فأنت في المكان الصحيح. سنتعرف في هذا المقال على ماهية الإجهاد العقلي (mental stress) وآثاره على الصحة الجسدية والنفسية للإنسان، وأهم الطرق للتخلص منه، مع التعرف على 6 آثار سلبية يتسبب بها.
قائمة المحتويات
ما هو الإجهاد العقلي mental stress؟
يصيب الإرهاق العقل كما يصيب الجسد أيضًا وذلك يعود لعدة أسباب، ولكن عند اتباع بعض الإجراءات والخطوات البسيطة، يمكن للشخص التخفيف من حدة هذا الإجهاد أو التخلص منه نهائيًا. في نفس الوقت، الإجهاد العقلي هو أيضًا ظاهرة نفسية تحدث عندما يشعر الشخص بالإرهاق نتيجة عواطفه وأفكاره، ويمكن أن يكون سبب هذه الظاهرة النفسية الحادثة مجموعة متنوعة من العوامل، مثل: العمل والعلاقات الاجتماعية والأمور المالية وأحداث الحياة المختلفة.
“اطلع على: الخوف من المستقبل الأسباب والعلاج”
أسباب الشعور بالإجهاد العقلي بعد العمل المكتبي
كشفت دراسة حديثة أُجريت على أدمغة الموظفين خلال ساعات العمل، أن المهام الصعبة والتي تتطلب تركيزًا عاليًا لفترات طويلة تؤدي إلى تراكم مادة كيميائية من المحتمل أن تكون سامة وتدعى الغلوتامات (glutamate)، وهي المسؤولة عن إرسال الإشارات من الخلايا العصبية، ولكن مع تراكم كميات منها يتغير أداء الفص الجبهي الأمامي المسؤول عن التخطيط واتخاذ القرارات.
كما أظهر العلم مجددًا أن للإرهاق العقلي أثار حقيقية وملموسة على الأشخاص، فالعديد من الدراسات أظهرت أن قرارات القاضي في المحكمة تعود إلى مقدار التعب الذي مر به خلال يوم العمل، فعلى سبيل المثال، يميل القضاة في تلك الحالة العقلية إلى رفض إطلاق السراح المشروط رغم أنه يُعتبر من أقل الأحكام ضررًا. تشير بعض الدراسات أيضًا أن الأطباء يصفون المضادات الحيوية بعد جلسة سريرية متعبة رغم عدم وجود الحاجة لها.
كما تشمل أسباب الإرهاق والإجهاد العقلي أو العوامل التي تزيد من فرص إصابة الشخص به، الأمور التالية:
- قلة النوم.
- العمل أو الدراسة لعدد من الساعات الطويلة، بدون حصول الشخص على قسط من الراحة، أو إجازة.
- الضغوط المالية.
- الضغط العصبي العام بسبب المواقف والأحداث اليومية.
- ولادة طفل.
- رعاية مريض.
- موت وفقدان أحد أفراد الأسرة.
- معاناة الشخص من أحد الأمراض والمشاكل الجسدية أو العقلية.
“تعرف على: الأبراكسيا اللفظية وعلاقتها بفرط الحركة وتشتت الانتباه”
آثار الإجهاد العقلي
تشمل آثار الإجهاد أو الإرهاق العقلي التالي:
علامات الإجهاد والتعب الذهني على الدماغ
عندما تتعرض إلى الكثير من البيانات التي تدخل إلى العقل عبر كافة الحواس، حينها يبدأ الدماغ في إظهار علامات الإجهاد والتعب الذهني، وقد تلاحظ أنك تحتاج إلى تكرار ما يقوله لك الأشخاص عدة مرات، وتفوتك التفاصيل كافة حتى الواضحة منها.
عدد من الأعراض الجسدية
يؤدي الإرهاق العقلي إلى أعراض الإجهاد والتوتر الجسدية، وهي قد تواجهك بدون سبب مرضي وجسدي واضح، أي الإصابة بتأثير الإرهاق العقلي على الجسم، وذلك مثل: الصداع، والأرق، والتوتر الشديد، والتلبك المعوي (اضطراب في المعدة) الذي يؤدي إلى الإسهال أو الإمساك أو فقدان الشهية. كذلك قد يُصاب الشخص بآلام في العضلات، ومشكلات في النوم (النعاس المستمر)، بالإضافة إلى فقدان أو زيادة الشهية، والإصابة بأمراض فيروسية بشكل متكرر (مثل: نزلات البرد والإنفلونزا)، والشعور العام بالتعب.
أعراض النسيان والضعف في الذاكرة
النسيان وضُعف الذاكرة دليل على التعب العقلي، فحين يعالج دماغك الكثير من المعلومات دون أن يتمكن من خلق ذكريات سيقوم العقل بمعالجة تلك المعلومات وخلق ذكريات أثناء النوم، وستواجه صعوبة في التذكر وضعف القُدرة على التركيز لفترة طويلة من الزّمن.
خارج مجال التغطية
بعد يوم عمل شاق ستشعر بأنك غير قادر على الإجابة عن أي أسئلة، أو حتى اتخاذ القرارات البسيطة، مما سيضطر الأشخاص من حولك للتحرك؛ لأنك خارج مجال التغطية بسبب التعب العقلي.
أعراض الإرهاق العقلي النفسية أو تأثير الإرهاق العقلي على الصحة النفسية
تشمل أعراض الإجهاد والتوتر النفسية: الإصابة بمشاعر الاكتئاب التي تتضمن كلًا من الحزن واليأس وتقلب المزاج، كما يُصاب الشخص بالشعور الدائم بالقلق، والانفعال، والميل إلى العزلة، وفقدان الشغف، والشعور بالخمول وبطء الاستجابة. كذلك صعوبة بالتركيز أو تذكر المعلومات، وتشتت الانتباه، ومعاناة الشخص من الرهبة عند تعامله مع أبسط الأمور. بالإضافة إلى صعوبة معالجة المشاعر العاطفية. للعلم فإن أعداد من يعانون من الإجهاد والاحتراق النفسي يومًا في الزيادة بسبب أحداث وظروف الحياة المختلفة.
تأثير الإرهاق العقلي على السلوك
يتضمن ذلك الأمور التالية:
- تأجيل المهام.
- العدوانية.
- انخفاض الإنتاجية سواء في الأداء الدراسي أو المهني.
- مواجهة مشكلة في التزامك أو في إدارة المسؤوليات المطلوبة منك.
“اطلع على: الصحة السلوكية، مع بيان مفهومها واختلافها عن صحتك النفسية”
بعض الطرق لعلاج الإرهاق العقلي
تشمل هذه الطرق القيام بما يلي:
- ممارسة العبادات أهم طرق علاج الإرهاق العقلي:
تلعب العبادات، مثل: الصلاة وقراءة القرآن والذكر وقيام الليل، دورًا كبيرًا في التغلب على مشكلة الإرهاق العقلي، وذلك بفضل قدرتها على تهدئة الأعصاب، وتصفية الذهن، والتخفيف من الضغط العصبي، والتخلص من الضغط النفسي والتوتر.
- حاول إيقاف تشغيل أي أجهزة مزعجة يمكنك التحكم فيها:
مثل: المروحة والموسيقى والتلفزيون، وحاول الحد من تعدد المهام قدر الإمكان.
- المشي في الهواء الطلق، والتعرض لأشعة الشمس طريقة لتحسين أدائك العقلي وذاكرتك:
قد تكون بضع دقائق قليلة في الشمس أو في الهواء الطلق هو كل ما تحتاجه لتكون قادراً على الاستمرار، حيث إن تغيير البيئة وتجديد الهواء في المكان، أحد أفضل الوسائل التي تساعد الدماغ على الشعور بالاسترخاء.
- عدم القيام بمهام تتطلب قدرتك العقلية الكاملة
يُفضل أن تقوم بأداء مهام لا تحتاج التركيز أو القُدرة العقلية الكاملة، مثل: القيادة على سبيل المثال، فهذا يساعد على التعافي من الجهد العقلي، وتفريغ المعلومات المتراكمة في الدماغ.
- لا تتخذ القرارات البسيطة:
دع بعض الأشخاص الآخرين يتخذون عنك القرارات البسيطة، والتي يتعين عليك اتخاذها في يوم واحد. الاستراحة من القرارات الصغيرة، مثل: ما نوع الوجبة على العشاء تعطي العقل استراحة بسيطة من تعدد المهام والقرارات.
- النوم الجيد:
مع الالتزام قبل النوم بالاستحمام بالماء الساخن، وضع هاتفك المحمول في مكان بعيد عن سريرك واستبداله بكتاب تقرأه، وغلق مصباح الغرفة.
- نصائح أخرى لعلاج الاجهاد العقلي، وهي تشمل:
- ممارسة الرياضة: من فوائد الرياضة أنها تساهم في تخفيف الإجهاد المزمن.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- تناول كمية وفيرة من الماء.
- طلب الدعم الاجتماعي من الأهل والمحيطين بك.
“اقرأ كذلك: كيف تتخلص من الاكتئاب، في 10 خطوات”
متى تطلب المساعدة
إذا لم تكن متأكد أن التوتر هو السبب فيما تعاني، أو في حالة القيام بعدد من الخطوات للسيطرة على التوتر لديك ومع ذلك فإن الأعراض استمرت، فهنا استشر طبيبك، حيث سيقوم بالتحقق من الأسباب المحتملة الأخرى. كما قد يمكنك رؤية مستشار أو معالج متخصص يقوم بمساعدتك في تحديد مصادر التوتر الموجودة لديك، وتعلم منه أدوات وطرق جديدة للتكيف والتعامل مع ما تعانيه.
أيضًا، احصل على مساعدة طبية فورًا إذا كنت تعاني من الألم في الصدر، وخاصة إذا كنت تعاني كذلك من الضيق في التنفس، أو الألم في الفك أو ظهرك، أو إذا كان الألم يمتد لكتفك وذراعك، أو إذا كنت تعرق، أو لديك دوار، أو غثيان؛ فقد تكون هذه العلامات والأعراض السابقة علامات تحذيرية لنوبة قلبية قادمة وليست مجرد أعراض إجهاد عقلي.
ما هي انواع الاجهاد؟
كيف اتخلص من الاجهاد العقلي؟
- أداء العبادات، وقراءة القرآن الكريم، وذكر الله تعالى.
- تغيير بيئتك: يمكن أن يساعدك المشي في الطبيعة أو قضاء الوقت مع الأصدقاء في تصفية ذهنك وتحسين مزاجك.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- يساعد التواصل مع الأصدقاء أو أفراد الأسرة في تقليل التوتر.
- النوم الجيد.
- اطلب المساعدة المهنية من متخصص: إذا كان الضغط النفسي شديدًا للغاية.
ما هي اسباب الاجهاد؟
- التغييرات في الوظائف.
- التغييرات في العلاقات الاجتماعية.
- أمور الحياة المنزلية، مثل الطلاق، الزفاف، انتظار مولود.
- التغييرات في الصحة الجسدية، مثل: الإصابة بالأمراض.
- الضغوط المالية.
- النفقات غير المتوقعة، أو الخسائر المالية.
- المشاكل الشخصية، مثل: التنمر أو المضايقة أو التمييز.
تعرفنا في هذا المقال على طبيعة الإجهاد العقلي (mental stress)، وماهية الشعور الذي قد يسيطر عليك في هذه الحالة. كما تعرفنا على ما هي الطرق الملائمة للتخلص من هذه الحالة والمشكلة بدون الحاجة إلى استشارة طبية. ذكرنا أيضًَا الحالات التي تتطلب منك طلب المساعدة سواء من دكتور نفسي أو مختص أو مساعدة طبية عاجلة بالمستشفى.