اكتئاب مابعد الولادة؛ ما هي أعراضه، أسبابه وأهم 7 طرق للوقاية منه
اكتئاب مابعد الولادة؛ (يسمى أيضًا PPD)، وهو حالة طبية تصاب بها العديد من النساء بعد الإنجاب، إنها مشاعر قوية من الحزن والقلق والتعب التي تستمر لفترة طويلة بعد الولادة، قد تجعل هذه المشاعر من الصعب عليك رعاية نفسك وطفلك، وسوف نتناول في هذا المقال اكتئاب مابعد الولادة؛ أعراضه، ما هي أسبابه؟ وأهم 7 طرق للوقاية منه مع ذكر دور الزوج في اكتئاب ما بعد الولادة.
قائمة المحتويات
ما هو اكتئاب مابعد الولادة؟
في البداية علينا أن نفرق بين اكتئاب مابعد الولادة والكآبة النفسية كما يلي:
الكآبة النفسية
اكتئاب ما بعد الولادة
أما اكتئاب ما بعد الولادة، فهو الاكتئاب الذي يحدث أثناء الحمل أو في السنة الأولى بعد الولادة (قد يظهر بعد أيام قليلة من الولادة أو حتى بعد أشهر، لكن في معظم الحالات يحدث في غضون 4 أسابيع من الولادة)، ويحدث اكتئاب مابعد الولادة بعد ولادة أي طفل، وليس بعد ولادة الطفل الأول فحسب.
كما أنه لا علاقة بين اكتئاب مابعد الولادة وبين المستوى التعليمي أو الثقافي، وجنس المولود، والإرضاع، وطريقة الولادة، وكون الحمل مخطط له أم لا، ويعتبر اكتئاب بعد الولادة أكثر المضاعفات شيوعاً ويصيب ما يصل إلى 1 من كل 7 نساء (حوالي 15 بالمائة).
“قد يهمك: التنمر الإلكتروني“
أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
تختلف أعراض اكتئاب مابعد الولادة من شخص لآخر، بل قد تختلف من يوم لآخر لدى الشخص نفسه، وقد تظهر في أي وقت بعد الولادة، ولكن هناك أمور مشتركة والتي قد تحدث غالبا ومنها:
- الشعور بالحزن وسوء المزاج.
- اضطرابات في الشهية والنوم.
- الانزعاج تجاه الزوج أو الطفل أو الأطفال الآخرين.
- قلة الطاقة والشعور بالتعب طوال الوقت
- الابتعاد عن أفراد العائلة والأصدقاء.
- صعوبة تكوين رابطة عاطفية مع الطفل.
- قلة التركيز وصعوبة اتخاذ القرارات.
- الشعور بالغضب أو الانفعال.
- الأفكار السلبية (مثل: الشعور بعدم القدرة على رعاية الطفل بل إيذائه).
- الشعور بالذنب واليأس ولوم الذات.
- الشعور بالقلق من احتمال حدوث شيء سيئ للطفل.
- أفكار انتحارية في الحالات الشديدة.
“تعرف على: التغلب على الاكتئاب بدون أدوية“
أسباب اكتئاب مابعد الولادة
- التغيرات في مستوى الهرمونات: حيث تنخفض مستويات هرمون الإستروجين والبروجسترون بشكل حاد في الساعات التي تلي الولادة، ليعود الجسم إلى وضعه الطبيعي قبل الحمل؛ مما ينتج عنه اكتئابٌ يشبه اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية.
- الإصابة المسبقة بالاكتئاب أو أي أمراض نفسية : حيث إن المصابات بالاكتئاب في أي وقت -قبل الحمل أو أثنائه أو بعده-، أو اللواتي يتلقين العلاج حاليًّا من الاكتئاب يكون لديهن خطورة للإصابة باكتئاب مابعد الولادة.
- الحمل الغير مخطط له، أو كان غير مرغوب فيه، فقد يؤثر ذلك على شعورها تجاه الحمل والجنين.
- الشعور بالتعب الشديد بعد الولادة، قد يستغرق الأمر أسابيع حتى تستعيد الأم قوتها الطبيعية وطاقتها، أما بالنسبة للتي أنجبت بالولادة القيصرية قد يستغرق الأمر وقتًا أطول.
- نقص الدعم من العائلة والأصدقاء أيضاً من أسباب الاكتئاب.
- مواجهة مشاكل في الحمل السابق أو الولادة.
- من أسبابه كذلك وجود مشاكل زوجية أو مالية.
- الإنجاب في سن مبكرة.
لكن هل اكتئاب مابعد الولادة يصيب النساء فقط ؟ لا فقد يصاب الرجال به أيضاً وذلك لعدة أسباب :
- وجود تاريخ مرضي للإصابة بالاكتئاب.
- زيادة المسئوليات والأعباء المادية مع ولادة الطفل، خاصة عند إنجاب توأم.
- الضغط العصبي الناتج عن صعوبة التكيف مع الأبوة، وشعور الأب بصعوبة إنشاء علاقة عاطفية جيدة مع طفله الجديد.
- عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- افتقاد العلاقة الحميمة مع الزوجة.
- إصابة الزوجة باكتئاب مابعد الولادة.
- افتقاد الدعم الكافي من الآخرين.
- مشاركة الزوجة تجربة ولادة سلبية أو مؤلمة.
- طفل كثير البكاء أو يعاني من مشاكل بالنوم.
- تسرب شعور الغيرة لدى الزوج بسبب اهتمام الزوجة بالطفل (Child).
من الجدير بالذكر أن فرصة الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة للرجال تزداد بنسبة 2.5 مرة في حالة إصابة الزوجة به، مقارنةً بالرجال الذين لا تعاني زوجاتهم من الاكتئاب.
“اطلع على: فوائد السمك لمرضى السكري“
طرق الوقاية من اكتئاب مابعد الولادة
لا يوجد طرق محددة للوقاية من اكتئاب مابعد الولادة، لكن يمكن لبعض الخطوات أن تساعد في تقليل خطر الإصابة به، ومنها:
- العلاج السلوكي أثناء الحمل وبعده أو استخدام مضادات الاكتئاب باستشارة الطبيب يمكن أن يساعد على التقليل من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وخاصة في حالات وجود تاريخ سابق للإصابة بالاكتئاب أو اضطرابات نفسية أخرى.
- طلب المُساعدة من أفراد العائلة والأصدقاء.
- تنظيم الوقت ووضع خطط لرعاية المولود الجديد قبل وبعد الولادة ومنها، قضاء وقت مع زوجها على انفراد، الاستحمام وارتداء ملابس كل يوم، الخروج من المنزل، مثل المشي أو مقابلة الأصدقاء، الانضمام إلى مجموعة دعم للتحدث مع نساء أخريات.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة يومياً.
- الحصول على قدر كاف من النوم عن طريق أخذ قيلولة عندما يغفُو المولود.
- إدراك أنَّ التَّعب والشَّكوك وصعوبة التركيز هي أمور طبيعية بالنسبة للأمهات الجدد.
“قد يهمك: نصائح للحفاظ على القلب“
دور الزوج في اكتئاب ما بعد الولادة
عند الحديث عن اكتئاب مابعد الولادة من الهام الحديث عن دور الزوج في اكتئاب ما بعد الولادة. عندما تصاب زوجتك باكتئاب ما بعد الولادة، فإن دورك كزوج يكون حيوياً لدعمها ومساعدتها في التغلب على هذه التجربة الصعبة، وسوف نعرض لك في التالي بعض النصائح التي قد تساعدك في ذلك:
- ابقَ على اتصال دائم مع زوجتك واستمع إليها بدون انقطاع، واعلم ان فهم مشاعرها وأفكارها سيجعلها تشعر بالدعم والحب.
- قد تكون زوجتك تشعر بالإرهاق والضغط العاطفي بسبب الطفل الجديد، بالتالي ساهم في رعاية الطفل وتقديم المساعدة في الأعمال المنزلية لتخفيف العبء عنها.
- حاول أن تُذكرها بأنها ليست الوحيدة التي تمر بهذه المشاعر، وأخبرها أن اكتئاب مابعد الولادة أمر شائع يحدث للكثير من النساء ويمكنها التغلب عليه.
- قد تحتاج الزوجة بعض الأوقات بمفردها بسبب الحاجة للراحة والاسترخاء، بالتالي اسمح لها بالحصول على بعض الوقت لنفسها بدون أن تشعر بالذنب.
- لا تجبرها على الشعور بالسعادة، ولا تحاول تجاهل مشاعرها، بل ادعمها وتقبلها كما هي.
- قد تحتاج زوجتك إلى مساحة شخصية للتأمل والتفكير. هنا احترم حاجتها إلى الانعزال من حين لآخر ولا تعتبر ذلك انتقاداً لك.
إذا استمر الاكتئاب لفترة طويلة أو إذا كان يؤثر بشكل كبير على حياتها وحياتكما الزوجية، فهنا يُفضل أن تبحث عن مساعدة من مختصين في الصحة النفسية. بشكل عام، الدعم المناسب والحب والتفهم سيساعدان زوجتك على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
تعرفنا في هذه المقالة على ما هو اكتئاب مابعد الولادة والفرق بينه وبين الكآبة النفسية، وتعرفنا على أعراض اكتئاب ما بعد الولادة. كما ذكرنا 8 أسباب للإصابة بهذا النوع من الاكتئاب. كذلك، تحدثنا عن دور الزوج في اكتئاب ما بعد الولادة، وطرق الوقاية من اكتئاب مابعد الولادة.
