الهشاشة النفسية؛ كيف يمكن الحفاظ على صحة عقلية قوية في عصر الضغوط النـفسية؟

الهشاشة النفسية؛ كيف يمكن الحفاظ على صحة عقلية قوية في عصر الضغوط النـفسية؟

لا شك أن الحياة تحمل العديد من التحديات والصعوبات للجميع، ويتطلب التغلب عليها بالطبع الكثير من القوة والإرادة والصبر. لكن هل القوة الحقيقية تكمن في عدم الاعتراف بالضعف والتمسك بالثبات دون التخلي عن المبادئ والأفكار الخاصة بنا؟ هنا سوف نتناول الحديث عن موضوع هام وهو الهشاشة النفسية، حيث سنتعرف على ما هي الهشاشة النفسية؟ وسوف نجيب على السؤال: كيف يمكن لأي شخص الحفاظ على صحة عقلية قوية في هذا العصر الحالي عصر الضغوط النفسية؟


ما هي الهشاشة النفسية؟

في الواقع، عندما نتعرف على أشخاص ناجحين وقويين، نجدهم عادة ما يتمتعون بمرونة وقدرة على التأقلم مع الظروف المختلفة، ولا يخجلون من الاعتراف بالأخطاء والضعف، ويعملون جاهدين على تحسين أنفسهم، فالقوة الحقيقية تكمن في القدرة على تجاوز الصعوبات بحكمة وصبر، والتعلم من الأخطاء والتحسين بشكل مستمر.

تعد الهشاشة النفسية أو الضعف النفسي أو الصدمة النفسية حالة نفسية تتميز بضعف القوة النفسية والعاطفية للفرد، وتتسم بالقلق والخوف المستمر وفقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة والمشكلات الحياتية بشكل فعال.

تنقسم الهشاشة النفسية إلى عدة أنواع، منها:

  1. الهشاشة النَفسية العامة: وتكمن في عدم القدرة على التعامل مع المواقف اليومية والضغوطات الحياتية بشكل فعال.
  2. الهشاشة النفسية الانفعالية: وهي عدم القدرة على التحكم في الانفعالات والردود العاطفية بشكل مناسب، حيث يمكن أن يتسبب ذلك في تعرض الفرد للتوتر والقلق والاكتئاب.
  3. الهشاشة النَفسية الاجتماعية: وتكون عندما يكون الفرد غير قادر على التفاعل الاجتماعي والتعامل مع الآخرين بشكل طبيعي، مما يسبب له القلق والتوتر والعزلة.

تتراوح مراحل الهشاشة النفسية بين الخفيفة والمتوسطة والشديدة، وتعتمد على درجة الضعف النفسي الذي يعاني منه الفرد، وتحدث الهشاشة النفسيـة عادة بسبب الضغوط الحياتية والمشاكل النفسية والعاطفية والاجتماعية، كما يمكن أن يسببها الضغط النفسي الشديد والصدمات النفسية والصعوبات المالية والعملية والعلاقات العاطفية السيئة.

يجب علاج الهشاشة النفسية بشكل جدي وفي الوقت المناسب، حيث يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية والجسدية للفرد وتؤدي إلى مشاكل أخرى مثل الاكتئاب والقلق والعزلة والإدمان.
“تعرف على: فوائد السفر السبعة

أعراض الهشاشة النفسية

صورة بها خيال شخص يفكر في شيء ما ضمن الحديث عن أعراض الهشاشة النفسية

تشمل هذه الأعراض الأمور التالية:

  1. الشعور بالتعب والإرهاق الشديد.
  2. القلق والتوتر الزائد.
  3. الاكتئاب والحزن المستمر.
  4. الانعزال الاجتماعي وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية.
  5. الصعوبة في التركيز والذاكرة.
  6. التغيرات المفاجئة في المزاج والسلوك.

“قد يهمك: اضطراب القلق العام


7 أسباب شائعة للهشاشة النفسية

صورة بها خرف في ورقة بيضاء باللون الأسود ضمن الحديث عن أسباب الهشاشة النفسية

تشمل هذه الأسباب السبعة التالي:

    1. الضغوط الحياتية مثل العمل الشاق والعلاقات الشخصية الصعبة.
    2. الخبرات السلبية في الطفولة والتربية السيئة والتعرض للعنف والإهمال والتمييز والتنمر.
    3. الصدمات النفسية مثل الحوادث والكوارث الطبيعية.
    4. مشاكل الصحة الجسدية المزمنة.
    5. الوراثة وعوامل البيئة.
    6. التعرض للإساءة النفسية أو العنف.
    7. الإدمان على المخدرات والكحول والتبغ.

لماذا أصبحنا أكثر عرضة للكسر؟

يعيش الكثير منا حيا مليئة بالضغوط والتحديات اليومية، ويتعرضون لمصادر التوتر والقلق سواء من العمل أو الدراسة أو الحياة العائلية، مما يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق والتعب النفسي، ولذلك فإن زيادة مصادر التوتر والضغوط قد تؤثر على الصحة النفسية بشكل عام.

أيضًا فإن العزلة الاجتماعية وما يعانيه الناس من قلة التواصل الاجتماعي قد تؤدي إلى الشعور بالوحدة والحزن واليأس، مما يزيد من خطر الإصابة بالكسر النفسي. كما أن ما يشهده العالم من تغيرات كبيرة في أسلوب الحياة بشكل عام، مثل التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي والتغيرات الاقتصادية، وما لها من تأثير قد يؤدي إلى عدم الاستقرار والقلق والتوتر النفسي ومعاناة الكثير من الناس من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم والتوتر العام.

كذلك لا ننسى الصدمات النفسية، حيث يتعرض الأشخاص إلى صدمات نفسية مثل الفقدان أو الحادث أو الإصابة، وكل هذا قد يساهم في ظهور الهشاشة النفسية، وزيادة التعرض للكسر النفسي.

للوقاية من الكسر النفسي، ينبغي الحرص على تقليل مصادر التوتر والتحديات اليومية، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية الصحية والتواصل الاجتماعي، والتعامل بحكمة مع التغيرات الحياتية، والعناية بالصحة النفسية والبدنية، والتخفيف من الصدمات النفسية، والحصول على العلاج اللازم في حالة الإصابة بأمراض نفسية.

“تعرف على: العقاب الصحي للأطفال


ما هي الطرق الفعالة لعلاج الهشاشة النفسية؟

صورة بها شاب صغير حائر ويفكر ضمن الحديث عن الطرق الفعالة لعلاج الهشاشة النفسية

يعد علاج الهشاشة النفسية من الأمور الهامة لتحسين الصحة النفسية والتغلب على الأعراض التي يعاني منها الفرد، وتتضمن الطرق الفعالة لعلاج الهشاشة النفسية ما يلي:

  1. العلاج النفسي: يمكن أن يساعد العلاج النفسي على تحسين صحة الفرد النفسية، ويشمل ذلك العلاج السلوكي والعلاج الإيحائي والعلاج الجماعي والعلاج الأسري.
  2. العلاج الدوائي: يمكن أن يساعد العلاج الدوائي على تحسين الحالة النفسية للفرد، وتشمل الأدوية المستخدمة لعلاج الهشاشة النفسية: المضادات الاكتئابية ومضادات القلق والمضادات النفسية الأخرى.
  3. النشاط البدني: يمكن أن يساعد النشاط البدني على تحسين الحالة النفسية للفرد، حيث يساعد على تحرير الهرمونات التي تحسن المزاج والشعور بالسعادة.
  4. الرعاية الذاتية: يمكن أن تساعد الرعاية الذاتية على تحسين الحالة النفسية للفرد، ويشمل ذلك تنظيم النوم والتغذية الصحية والترفيه والتخفيف من الضغوط الحياتية.

تتضمن العوامل التي تساعد على تحسين الصحة النفسية ما يلي:

  1. الدعم الاجتماعي: حيث يمكن أن يساعد في تحسين الحالة النفسية للفرد، ويشمل ذلك الدعم من الأصدقاء والعائلة والمجتمع.
  2. الاهتمام بالصحة العقلية: يمكن أن يساعد الاهتمام بالصحة العقلية على تحسين الحالة النفسية للفرد، ويشمل ذلك البحث عن المعلومات والموارد المتاحة للعلاج والرعاية الذاتية.
  3. النشاط البدني: يمكن أن يساعد هو الآخر تحسين الحالة النفسية لدينا، حيث يساعدنا على التخفيف من التوتر والقلق والاكتئاب.
  4. العلاقات الإيجابية: يمكن أن تساعدنا العلاقات الإيجابية على تحسين الحالة النفسية للفرد، ويشمل ذلك العلاقات الصحية والداعمة والملهمة.

هل تؤثر المرحلة العمرية على حدة الهشاشة النفسية؟

  • نعم، يمكن أن تؤثر المرحلة العمرية على حدة الهشاشة النفسية. على سبيل المثال، تكون الهشاشة النفسية أكثر شيوعًا في مرحلة المراهقة وفي مرحلة الشيخوخة.
  • في مرحلة المراهقة، يمكن أن تتسبب التغيرات الهرمونية والاجتماعية والنفسية في الشعور بالتوتر والقلق والاكتئاب.
  • في مرحلة الشيخوخة، يمكن أن تتسبب التغيرات البيولوجية والاجتماعية والنفسية في الشعور بالعزلة والوحدة والحزن.

مع ذلك، يجب الانتباه إلى أن الهشاشة النفسية يمكن أن تحدث في أي مرحلة عمرية، ولا يوجد مرحلة معينة يمكن القول بأنها تتسم بمزيد من الهشاشة النفسية من غيرها. بالتالي، يجب الاهتمام بالصحة النفسية في جميع المراحل العمرية والبحث عن العلاج والدعم اللازم عند الحاجة.


أهم 10 نصائح للحفاظ على الصحة النفسية في ظل الضغوط الحالية

توجد العديد من النصائح التي يمكن اتباعها للحفاظ على الصحة النفسية (Psychological health) في ظل الضغوط الحالية، ومن أهمها:

  1. تحديد الأولويات: يجب تحديد الأولويات والتركيز على المهام الأساسية التي تحتاج إلى إنجازها، وتجنب الاستسلام للضغوط الزائدة.
  2. الاهتمام بالجسم: يجب الاهتمام بالجسم من خلال المحافظة على النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم.
  3. الاسترخاء: يمكن التخلص من التوتر والضغوط النفسية عن طريق الممارسات الاسترخائية مثل التأمل في الكون، والجلوس في الحدائق.
  4. التواصل الاجتماعي: يمكنك التخلص من الشعور بالوحدة والعزلة التي تعاني منها من خلال التواصل مع الأصدقاء والعائلة والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
  5. البحث عن الدعم: يجب البحث عن الدعم من المتخصصين في الصحة النفسية عند الحاجة، والتحدث مع الأصدقاء والعائلة عن المشاعر السلبية.
  6. القيام بالنشاطات الممتعة: يمكن الحفاظ على الصحة النفسية من خلال القيام بالنشاطات الممتعة والهوايات المفضلة.
  7. تحديد حدود العمل: يجب تحديد حدود العمل والاستراحة بانتظام، وتجنب العمل الزائد والتأكد من أخذ الإجازات اللازمة.
  8. الاهتمام بالذات: يجب الاهتمام بالذات والتفكير بالإيجابيات والتعامل بشكل إيجابي مع الأمور المختلفة في حياتنا.
  9. تقليل الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي: يجب تقليل الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي وتخفيف الضغط الذي يمكن أن يسببه استخدامها المفرط.
  10. بالإضافة لما سبق، يجب علينا الحفاظ على التفاؤل والإيجابية والتفكير بشكل إيجابي وتحديد الأهداف والطموحات الشخصية والعمل على تحقيقها.
مع ما سبق، من الضروري الاهتمام بالقرب من الله تعالى، وفعل الطاعات، والبعد عن المعاصي للتغلب على المشاكل المختلفة التي تواجهنا ومن أجل كسر الهشاشة النفسية التي لدينا.

ختاماً، ينبغي أن نؤكد على أن الأشخاص الذين يعانون من الهشاشة النفسية قد يكونون أكثر قوة وإنتاجية وإبداعًا من غيرهم، إذا تمكنوا من تحويل تلك المشاعر السلبية إلى طاقة إيجابية وتم استخدامها كدافع لتحقيق النجاح في حياتهم؛ فالهشاشة النفسية لا تعني الضعف، بل تعني القوة والصمود والتحدي لتحقيق الأهداف، وهناك قول قديم يقول: “أحيانًا تلك الأرواح الهشة هي التي تحتوي على أكبر الأمور”.

في بعض الأحيان، قد يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من الهشاشة النفسية أكثر حساسية وضعفًا، ولكن في الواقع قد تحتوي تلك الأرواح الهشة على أكبر الأمور، ويمكن للإنسان أن يتعلم من هذه التجارب ويطور شخصيته ونمو وعيه، ويصبح أكثر قوة ومرونة في مواجهة التحديات النفسية والاجتماعية في الحياة. لذلك، يجب علينا جميعًا أن نتعامل بتفهم واحترام مع الأشخاص الذين يعانون من الهشاشة النفسية، ونقدم لهم الدعم والتشجيع لتحقيق أحلامهم وتحقيق النجاح في حياتهم.

 

تابع موقعنا

تعليقات (0)
إغلاق