فطريات المهبل؛ التعرف على أعراض الفطريات المهبلية وكيفية التشخيص والعلاج

فطريات المهبل؛ من الظواهر الشائعة لدى النساء الإصابة بالفطر المهبلي المعروف أيضًا باسم المبيضة في المهبل (Vagainal candida) أو داء المبيضات (Candidiasis)، وفي غالبية الحالات تكون هذه المشكلة سهلة العلاج. المُبْيَضة هي جنس من الفطريات تتواجد بشكل عام بكميات صغيرة في المهبل (Vagina) وفي الفم وفي الجهاز الهضمي، وعندما تزداد الفطريات في المهبل عن الوضع الطبيعي لها تنشأ هنا العدوى الفطرية (Fungal infection).

في هذه المقالة، سوف يتم التعرف على أعراض الفطريات المهبلية، وأسباب وعوامل خطر الفطريات المهبلية، وكيفية التشخيص والعلاج، ومضاعفات فطريات المهبل، مع ذكر أهم 11 طريقة للوقاية من الفطريات المهبلية.

أعراض الفطريات المهبلية

في التالي نذكر بعض أعراض الفطريات المهبلية:

1. الوجع أو الحكة في المهبل.
2. وجود إفرازات لزجة من المهبل تُشبه الجبنة تنبعث منها رائحة خميرة (yeast). هنا يجب العلم أن الرائحة النتنة هي علامة على وجود البكتيريا المهبلية وليس على وجود فطر مهبلي.
3. الاحمرار والانتفاخ في منطقة الفرج (Vulva) والمهبل.
4. الشعور المزعج بالحرقة حول فتحة المهبل، وخاصة عندما يُلامس البول هذه المنطقة.

يوصى بإبلاغ الطبيبة المختصة في حالة ظهور أيًا من هذه الأعراض السابقة؛ وذلك لسرعة علاج فطريات المهبل أو فطريات المنطقة الحساسة. هنا يتم ملاحظة التالي:

• أثناء فترة الحيض: تتغير كمية ووتيرة الإفراز من المهبل.
• يُمكن لهذا الإفراز أن يكون أقل لزوجة أو مائيًا جدًا في فترة معينة خلال الشهر.
• في فترات أخرى خلال الشهر: يُمكن أن يكون أكثر لزوجة.

يجب العلم أن هذه التغيرات هي طبيعية، ويكون الإفراز العادي خلال فترة الدورة الشهرية، وعلى أية حال يجب على المرأة أن تعلم أن أي إفراز من المهبل يكون مصحوبًا برائحة كريهة ويُسبب تهيجًا فهو ظاهرة غير طبيعية، وقد يظهر التهيج بشكل حكّة أو حرقة أو كلتيهما معًا، وفي كثير من الأحيان تزداد الحكة والحرقة خلال ساعات الليل، كما يزيد الجماع من حدة هذا التهيج.

“قد يهمك: مرض الحزام الناري“

أسباب ظهور الفطريات المهبلية

هناك العديد من الأسباب والعوامل المؤدية للفطريات المهبلية أو فطريات المهبل، وفي التالي نذكر أهمها:

• البكتيريا المهبلية (Bacterial vaginosis): يعد هذا السبب هو السبب الأكثر انتشارًا لالتهاب المهبل عند النساء في سن الخصوبة.
• الإصابة والعدوى بالأمراض المنقولة جنسيًا (Sexually transmitted diseases).
• التهاب المهبل بالمشعرات.

“اطلع على: أهمية الرياضة للمرأة“

تشخيص الفطريات المهبلية

من المعروف أن ظهور الفطر في المهبل يعتبر ظاهرة شائعة، مما يجعل العديد من النساء يقمن بتشخيصه وعلاجه بشكل ذاتي باستخدام منتجات لا تحتاج لوصفة طبية. مع ذلك، يمكن أن يكون التشخيص الذاتي غير دقيق، حيث تبين أن نسبة 11٪ فقط من النساء قادرات على تشخيص عدوى الفطر المهبلية بشكل صحيح، بينما يمكن لنسبة 35٪ فقط من النساء اللواتي يعانين من التهاب فطري مهبلي تشخيص الحالة بشكل صحيح.

هناك العديد من الأشكال والأنواع للعدوى المهبلية التي تسبب نفس الأعراض أي أعراض الفطريات المهبلية، ومن هذه العدوى: البكتيريا المهبلية والتهاب المهبل بالمشعرات.

تشخيص الأعراض المهبلية

لتشخيص الأعراض المهبلية، يجب على طبيب النساء فحص وجود التهاب في المهبل أو إفرازات غير طبيعية منه. في حالات معينة، قد يُطلب من المرأة إرسال عينة من الإفراز المهبلي للفحص المخبري تحت المجهر أو عمل فحص زراعة (Culture) للفطر، حيث يتم اختبار نمو فطر المبيضة على هذه العينة في ظروف المختبر.

قد يساعد الفحص المجهري في استبعاد وجود مسببات أخرى للإفراز المهبلي، مثل البكتيريا المهبلية أو التهاب المهبل بالمشعرات، والتي تتطلب من المرأة علاجًا مختلفًا.

علاج فطريات المهبل

لعلاج الفطريات المهبلية والمنع من ظهور الفطر المهبلي يتم استخدام الأدوية المضادة للفطريات (Antifungal drugs). هنالك العديد من تلك الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية أي يمكن للمرأة تناولها بدون الرجوع للطبيب مع الالتزام بالتعليمات المدونة على علبة الدواء. بالإضافة لذلك هناك أدوية يجب على المرأة تناولها لمدة يوم واحد أو ثلاثة أيام أو سبعة أيام.

تشمل أدوية لعلاج الفطريات المهبلية التالي:

• بوتوكونازول (Butoconazole).
• تياكونازول (Tioconazole).
• تيركونازول (Terconazole).
• كلوتريمازول (Clotrimazole).
• مايكونازول (Miconazole).

تشمل الفوارق بين الأدوية المختلفة المباعة بدون وصفة طبية: مدة العلاج، ونوع المستحضر، وسعره، ويجب العلم أن العلاجات القصيرة تكون في العادة مريحة أكثر ولكن سعرها أغلى. أما الأدوية الذي يجب تناولها لمدة يوم واحد أو لمدة ثلاثة أيام أو لمدة سبعة أيام، فهي تتمتع بنفس مستوى الفعالية، بالإضافة لذلك هنالك أدوية تستلزم وصفة طبية.

في العموم من المقبول والمتبع استعمال الأدوية المضادة للفطريات والتي لا تحتاج لوصفات طبية لمعالجة أعراض التلوث الفطري بشكل ذاتي، في حالة إذا كان هذا التلوث قد ظهر من قبل وتم تشخيصه من قبل الطبيب المختص سابقًا وكانت الأعراض التي تظهر الآن هي نفسها الأعراض التي ظهرت في السابق.

لكن هناك عدد من الحالات يُمنع فيها المعالجة بشكل ذاتي من قبل المرأة، بل يجب عليها التوجه لاستشارة الطبيب، وهذه الحالات هي التالي:

• حدوث عدوى فطرية لم تظهر من قبل في الماضي.
• حدوث حمى وأوجاع في البطن لدى المرأة.
• أن يكون الإفراز من المهبل يبعث رائحة كريهة جدًا.
• في حالات النساء المصابات بمرض السكري، والنساء اللواتي لديهن فيروس العوز المناعي البشري (HIV)، وأيضًا في حالة النساء الحوامل أو المرضعات.
• في حالة استخدام دواء مضاد للفطريات بدون وصفة طبية لمعالجة الفطر من قبل، ولكن الأعراض لم تختف، أو قد عاودت الظهور فورًا.

“قد يهمك: عدم الاستمتاع بالجماع بين الزوجين“

أهم النصائح عند استخدام أدوية فطريات المهبل

عند استخدام أدوية لمعالجة الفطر المهبلي سواء أكانت أدوية تحتاج لوصفة طبية أو أدوية لا تحتاج لوصفة طبية، يجب على المرأة اتباع الآتي:

• الحرص على تناول الجرعة بالكامل.
• عدم التوقف عن تناول الدواء إذا لم تستجب الأعراض للدواء، أو في حالة ظهور الأعراض فورًا بعدما اختفت من قبل، حتى وإن طرأ تحسن في الحالة.
• أيضًا يجب استشارة الطبيبة في حالة عدم استجابة الأعراض للدواء، أو في حالة ظهورها مجددًا فور اختفائها.
• كما لا يُفضل محاولة حل المشكلة عن طريق استخدام دواء بدون وصفة طبية؛ لأن الأعراض قد تكون ناشئة عن مسبب آخر مختلف وليس عن العدوى الفطرية.

الآثار الجانبية للأدوية التي يمكن الحصول عليها بدون وصفة طبية تكون خفيفة، وهي تشمل: الحرقة، الحكة، الطفح الجلدي، الصداع، الإسهال، الصداع، الدوار، وجع البطن، حرقة الفؤاد (Heartburn). بالإضافة لذلك، من الممكن أن تظهر في حالات نادرة آثار جانبية شديدة منها: الشرى (Urticaria)، وانتفاخ الوجه، وضيق التنفس، وفي حالة ظهور إحدى هذه الآثار الجانبية الخطيرة يجب على المرأة التوجه للحصول على استشارة طبية فورية.

العلاجات الدوائية لفطريات المهبل والحمل

يجب العلم أن الأدوية المضادة للفطريات يُمكن أن تمس بفاعلية كلًا من العازل الذكري (Condom) والعازل الأنثوي لمنع الحمل (Diaphragm)، لذا ينبغي عند تناول هذه الأدوية استعمال طرق أخرى لمنع الحمل وللوقاية من الأمراض التي تنتقل جنسيًا. أيضًا من الأفضل عدم استخدام السدادة (Tampon) التي يتم إدخالها إلى المهبل في فترة استخدام أدوية معالجة الفطر.

يُوصي الطبيب في حالات معينة بتناول دواء الفلوكونازول (Fluconazole)، وتتم المعالجة به من خلال الفم، وهو يحتوي على جرعة واحدة فقط، وهنا يُوصى بعدم تناول هذا الدواء أثناء فترة الحمل، كما يُمنع من تناول الفلوكونازول (Fluconazole) مع السيسابريد (Cisapride)؛ لأن الدمج بين هذه الأدوية يُسبب مشاكل خطيرة في القلب أو حتى الموت.

كما قد يُسبب الفلوكونازول في حالات نادرة ضررًا في الكبد، ويُمكن أن ينتهي بالموت. بالإضافة لما سبق، يجب على المرأة إبلاغ الطبيب على الفور في حالة ظهور الطفح (Rash) خلال استعمال دواء الفلوكونازول.

ما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بفطريات المهبل؟

تشمل أهم العوامل التي تزيد من خطر وفرص الإصابة بالفطريات المهبلية التالي:

• مرض السكري غير المضبوط.
• حبوب منع الحمل.
• تناول المضادات الحيوية (Antibiotics).
• العازل الأنثوي لمنع الحمل (Diaphragm).
• استعمال الإسفنجة المهبلية للمنع من الحمل (Contraceptive sponge).
• استعمال المواد قاتلة للحيوانات المنوية كطرق لمنع الحمل.
• النساء اللاتي تستخدم لاصقات منع الحمل أو الحلقة المهبلية (Vaginal ring) هن الأكثر عرضة للإصابة بتلوث فطري في المهبل.

“اطلع على: التفكير الإبداعي“

كيفية الوقاية من الفطريات المهبلية؟

يُمكن لأي امرأة الوقاية من الفطر المهبلي من خلال مراعاة عدة تدابير هامة والالتزام بها، والتي هي التالي:

• المحافظة على نظافة وجفاف المنطقة الخارجية من الجهاز التناسلي.
• المنع من استعمال الصابون الذي يُسبب التهيج والرذاذات المهبلية.
• المنع من استعمال الصابون والمساحيق وأوراق التواليت المعطرة.
• أيضًا الامتناع عن الاستعمال اليومي لفوط الحماية؛ لأنها تحصر الرطوبة وتمنع من تدفق الهواء.
• تبديل الملابس الرطبة بملابس جافة فورًا بعد السباحة.
• القيام بتبديل السدادة والفوط اليومية.
• القيام بارتداء ملابس داخلية قطنية غير ضيقة لا تحصر الرطوبة.
• الحفاظ على مستوى متوازن من السكر في الدم وذلك لدى النساء المصابات بالسكري.
• من الهام أن يكون التجفيف من القسم الأمامي باتجاه القسم الخلفي عند استخدام الحمام.
• عدم غسل المهبل بواسطة الحامض أو بواسطة مواد كيماوية؛ لأن هذا سوف يرفع من نسبة التلوث والعدوى بالمهبل، لكون الأحماض والمواد الكيميائية تُضر بتوازن الجراثيم في المهبل.

بالإضافة لما سبق، يجب استخدام المضادات الحيوية فقط في الحالات التي يصف فيها الطبيب ذلك، ومن الهام عدم تجاوز توجيهاته. المضادات الحيوية كما تقضي على الجراثيم التي تُسبب الأمراض فهي تقضي أيضًا على الجراثيم المفيدة التي تُحافظ على مستويات طبيعية للفطريات بالمهبل، وعلى المرأة التي تُصاب بالفطر المهبلي في كل مرة تتناول فيها مضادًا حيويًا من الطلب من الطبيب المعالج إضافة دواء مضادات الفطريات بالإضافة للمضادات الحيوية.

“اقرأ كذلك: تقليل نمو الشعر في الوجه“

ملخص المقال

فطريات المهبل هي عدوى فطرية تُصيب المنطقة المهبلية عند النساء. الفطريات الأكثر شيوعًا المسببة لهذه العدوى هي فطر الكانديدا (Candida albicans). يعتبر التوازن الطبيعي للبكتيريا والفطريات في المنطقة المهبلية أمرًا هامًا للحفاظ على صحة المهبل، ومع ذلك قد تحدث اضطرابات في هذا التوازن مما يؤدي إلى ظهور فطريات المهبل.

تشمل الأعراض الشائعة لفطريات المهبل:

• حكة وحرقة في المنطقة المهبلية.
• احمرار وتورم في المهبل والشفرين.
• افرازات بيضاء وكتلية تشبه الجبن.
• رائحة غير طبيعية (عادةً رائحة خميرة).

توجد عوامل عديدة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بفطريات المهبل، مثل:

1. استخدام المضادات الحيوية التي تؤثر على التوازن الطبيعي للبكتيريا والفطريات.
2. اضطرابات في جهاز المناعة.
3. الحمل.
4. التوتر الزائد أو التغيرات الهرمونية.

إذا كنتي تعاني من أعراض تشير إلى وجود فطريات المهبل، فمن المهم استشارة الطبيبة لتشخيص الحالة وتلقي العلاج المناسب. يشمل العلاج هنا استخدام كريمات مضادة للفطريات الموضعية أو أدوية فموية للقضاء على العدوى. أيضًا، قد يكون من المفيد اتباع بعض الإرشادات العامة للعناية بالمهبل مثل ارتداء الملابس الداخلية المصنوعة من القطن، وتجنب استخدام المنظفات القوية أو البخاخات الشخصية العطرية.

تعرفنا في هذا المقال على العديد من الأمور التي تخص مشكلة فطريات المهبل التي تصيب العديد من النساء، حيث تعرفنا على أسباب الإصابة بهذه المشكلة، والعوامل التي تزيد فرص الإصابة. كما تعرفنا على الأعراض المصاحبة، وكيف يكون التشخيص والعلاج.