مرض السعار القاتل وأبرز 5 أعراض للسعار عند الإنسان

السعار (Rabies) مرض فيروسي مميت يصيب الجهاز العصبي المركزي للثدييات (الكلاب والقطط والخفافيش والثعالب والإنسان)، وينتقل السعار إلى الثدييات عن طريق العض أو الخدش من حيوان مسعور. يكون الفيروس موجود في لعاب أو مخ الحيوان المسعور، وتكون الكلاب أكثر الحيوانات نقلا للمرض وخصوصا الكلاب الضالة، وفي بعض المناطق تعد الخفافيش مضيفة للفيروس أي يكون حامل للفيروس وغير مصاب ويمكن أن ينقل المرض لحيوان أو إنسان عن طريق العض أو الخدش.

يعد السعار مرض مشترك بين الحيوانات والإنسان وذلك لإمكانية انتقاله للإنسان وهو مرض حيواني المنشأ. يمكن القضاء على هذا المرض من مصدره عن طريق إعطاء اللقاحات للكلاب.

أعراض السعار Symptoms of rabies

الفترة ما بين التعرض للإصابة وظهور الأعراض تسمى بفترة الحضانة، وقد تستمر من أسابيع إلى شهور، وتختلف فترة الحضانة على حسب مكان العضة أو الخدش وقربها من الجهاز العصبي ومدى حجمها. كلما زاد قربها من الدماغ كلما كانت الإصابة خطيرة وفتاكة.

في بداية الإصابة تكون الأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا بما في ذلك :

• الصداع.
• الضعف العام.
• الحمى.
• عدم الراحة ووخز وحكة في مكان اللدغة.
• فرط النشاط.

قد تستمر هذه الأعراض لمدة عشرة أيام ثم تتطور الأعراض لوصول الفيروس للجهاز العصبي مما يؤدي إلى :

• اختلال في وظائف المخ.
• الهذيان.
• الأرق.
• الهلوسة.
• الخوف من الماء والضوء.
• الإفراط في إفراز اللعاب.
• الخوف عند هبوب الهواء على الوجه.
• الغثيان والقيء.

تم تقسيم السعار إلى نوعين على حسب الأعراض:

• الأول يسمى بداء الكلب الغاضب، ويعد فرط النشاط والعدوانية والهلوسة ورهاب الماء والهواء أهم الأعراض، وقد تحدث الوفاة بعد أيام بسبب السكتة القلبية التنفسية.
• أما النوع الثاني يسمى داء الكلب الشللي يمثل حوالي 20% من العدد الإجمالي للحالات البشرية، وعادة ما يكون أطول من النوع الأول، وفيه تصاب العضلات بالشلل بالتدريج بدايةً من موقع الجرح وتتطور الأعراض للغيبوبة ثم الوفاة.

“تعرف على: فوائد القرنبيط للسرطان“

أسباب السعار

يكون فيروس السعار ضعيف لا يستطيع اختراق سطح الجلد السليم، ولكن يمكن أن ينتقل عن طريق عضة أو خدش حيوان مصاب لحيوان أو إنسان سليم، حيث يكون الفيروس في لعاب الحيوان المسعور. في حالات نادرة ممكن يدخل اللعاب عن طريق جرح على سطح الجلد أو الأغشية المخاطية للفم والعينين إذا لعق الحيوان المصاب مكان الجرح.

يمكن لأي حيوان ثديي أن ينقل المرض للإنسان إذا تم عضه من كلب مصاب بالعدوى، وتشمل حيوانات المزرعة:

• الأبقار.
• القطط.
• الكلاب.
• الخيول.
• الماعز.
• الأغنام.

كما تشمل الحيوانات البرية مثل:

• الثعالب.
• الراكون (Raccoon).
• الخفافيش حيث أنها تعتبر مضيف للفيروس ولا تظهر عليها الأعراض.

“قد يهمك: أفضل 10 أطعمة لمرضي السكري“

تشخيص السعار

تكون آلية تشخيص داء الكلب عادة غير كافية قبل ظهور أعراض المرض المميزة للسعار كرهاب الماء والهواء أو وجود دليل قاطع على العض أو الخدش من كلب مصاب. يمكن تشخيص المرض بعد الوفاة من خلال تقنيات تشخيص مختلفة تكشف عن فيروس داء الكلب كامل أو أجزاء منه أو أحماض نووية في الأنسجة المصابة مثل المخ أو الجلد أو اللعاب.

“تعرف على: الاكتئاب عند الحيوانات الأليفة“

الوقاية من السعار

تشمل طرق الوقاية من هذا المرض الخطير ما يلي:

• تطعيم الحيوانات الأليفة الكلاب والقطط ضد السعار بشكل دوري.
• تحصين القطط والكلاب التي يزيد عمرها عن أربعة أشهر ضد السعار.
• الابتعاد عن الحيوانات الضالة.
• أبعد حيوانك الأليف عن الحيوانات الضالة أو البرية.
• نشجع الأطفال على عدم لمس أو ملاعبة حيوان لا يعرفونه وإخبار أهله إذا تعرض لخدش أو عضة من حيوان.
• لا تجذب أي حيوان بري إلى منزلك أو حديقتك.
• لا تترك علف الحيوانات الأليفة أو حبوب الطيور المخزنة أو أي أطعمة في خارج البيت أو الحديقة؛ فقد تجذب حيوان ضال أو بري إلى بيتك.
• الوعي والتثقيف للأفراد عن مدى خطورة السعار وكيفية التعامل إذا أصيبوا بخدش أو عضة من حيوان ثديي عن طريق غسل الخدوش بسرعة بالماء والصابون وفتح الصنبور على مكان الإصابة لمدة 15 دقيقة والتعقيم بالكحول أو اليود والذهاب بسرعة أي أقرب مستشفى لتلقي الرعاية الطبية.
• وضع حظر أو قيود على استيراد حيوانات من بلدان أخرى وغير مصرح بدخول الحيوانات البلاد إلا بعد تقديم الشهادة الصحية للحيوان مثبوت فيها أنه تم تحصينها بلقاح السعار.
• إبعاد الخفافيش قدر الإمكان عن المنازل لأنها مضيفة لفيروس السعار كما سبق ذكره.

“قد يهمك: كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا“

لقاح السعار

يحتوي لقاح السعار على نسخة معطلة وغير ضارة من فيروس داء الكلب التي لا تسبب المرض ولكن تحفز الجهاز المناعي لإنتاج الأجسام المضادة، التي تبقى في الجسم وتساعد في الحماية عند التعرض للإصابة في المستقبل.

لا تتوفر لقاحات داء الكلب بشكل روتيني ولكن يحتفظون به للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة مثل العاملين في المختبرات الذين يتعاملون مع الفيروس المسبب للمرض والأطباء البيطريين، فهؤلاء الذين يتلقون التطعيمات بانتظام، وقد يتلقى الآخرين اللقاح بعد التعرض للفيروس بعد عضة حيوان وهو ما يسمى الوقاية بعد التعرض.

بعد التعرض للإصابة يحتاج الأشخاص الغير محصنين إلى أربع جرعات من لقاح داء الكلب بالإضافة إلى الغلوبيولين المناعي المضاد لداء الكلب في أسرع وقت بالقرب من مكان الجرح أو العضة؛ لمنع الفيروس من الوصول إلى النهايات العصبية ومنها إلى الجهاز العصبي المركزي.

“قد يهمك: معلومات غريبة عن الجمل“

علاج السعار

عند التعرض للعض من حيوان معروف أنه مصاب بداء الكلب، فهناك مجموعة من الحقن لمنع انتقال الفيروس وإن لم يتم العثور على الحيوان من الأفضل اعتباره مصاب بداء الكلب.

الحقن المعالجة لداء الكلب تشمل :

• الغلويبولين المناعي لداء الكلب لمنع انتقال العدوى الفيروسية إليك، وتعطي هذه الحقنة إذا لم تكن تلقيت لقاح السعار من قبل وتعطي بالقرب من مكان العضة وفي أقرب وقت ممكن بعد العضة.
• مجموعة من لقاحات السعار لمساعدة الجسم على التعرف على الفيروس ومقاومته ويتم الحقن بأربع جرعات في الذراع على مدار 14 يوما إذا لم تكن تلقيت لقاح السعار من قبل.
• في حالة التطعيم باللقاح من قبل، فسوف تتلقى حقنتين خلال أول ثلاثة أيام بعد الإصابة.

يجب إبلاغ وحدة الخدمات البيطرية لتحديد الحيوان وعمل حجر صحي لمدة عشرة أيام لمعرفة إصابة الحيوان من عدمه، وهنا:

• يمكن أن يتم القتل الرحيم للحيوان المصاب بعد التأكد من نتائج المختبر.
• يتم توقف العلاج إذا ثبت أن الحيوان خالي من الإصابة بالسعار.
• أما في حالة عدم التمكن من إيجاد الحيوان وعمل حجر صحي له لا بد من إكمال جرعات العلاج للإنسان المعرض للعض.

التطعيم الجماعي للكلاب هو وسيلة فعالة لإنقاذ الأرواح البشرية عن طريق وقف السعار من مصدره، حيث أن الكلاب مسؤولة عن 99% من الحالات البشرية المصابة بالرغم من وجود حيوانات أخرى يمكن أن تنقل المرض، ولكن الكلاب تمثل النسبة الأكبر من الإصابة، ويتطلب ذلك تعاوناً وثيقا بين قطاعي الصحة البشرية والبيطرية لإشراك المجتمعات لبناء الوعي بالسعار وأهمية تحصين الكلاب للوقاية من خطورة المرض.

تعرفنا في هذه المقالة عن السعار “rabies”، وأبرز 5 أعراض للإنسان، وعلاج السعار للإنسان والوقاية منه. بالفعل هذا المرض خطير للغاية ويهدد حياة الإنسان، ويجب العمل على التطعيم الجماعي للكلاب للوقاية من إصابة الأشخاص بهذا المرض القاتل.